للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سريعه، فإذا توسط في الغذاء، وتناول منه قدر الحاجة، وكان معتدلاً في كميته وكيفيته: كان انتفاع البدن به أكثر من انتفاعه بالغذاء الكثير.

قال ابن الرومي:

فَإِنَ الداءَ أكثرُ ما تَراهُ

يَكونُ مِنَ الطعامِ أو الشرابِ

وقال الشافعي:

ثَلاثٌ هن مُهلِكَةُ الأنامِ

وَدَاعِيَةُ الصحيحِ إلى السِّقامِ

دَوَامُ مَدامَةٍ ودَوَامُ وَطءِ

وإدخَالُ الطعامِ على الطعامِ

ثالثًا: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذكر أن اللقيمات تكفي لحاجة الجسم فلا تسقط قوته ولا تضعف معها، فإن تجاوزها فليأكل في ثلث بطنه، ويدع الثلث الآخر للماء، والثالث للنفس وهذا أنفع ما للبدن وللقلب، فإن البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب، فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النفس، وعرض له الكرب والتعب، بمنزلة حامل الحمل الثقيل، هذا إلى ما يلزم ذلك من فساد القلب، وكسل الجوارح عن الطاعات، وتحركها في الشهوات التي يستلزمها الشبع (١).

ويلاحظ هذا جيدًا في رمضان، فإن من يكثر من تناول الطعام في فطوره، فإن صلاة العشاء والتراويح تصبح ثقيلة عليه.

رابعًا: الحث على التقليل من الأكل؛ ففي الصحيحين من حديث أبي موسى رضي اللهُ عنه: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «الْمُؤْمِنُ يَاكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ،


(١) انظر: الطب النبوي ص: ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>