«اللطيف الذي لطف علمه وخبره حتى أدرك السرائر والضمائر، الخبايا [والخفايا][والغيوب]، وهو الذي {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى}[طه: ٧].
ومن معاني اللطيف: أنه الذي يلطف بعبده ووليه، فيسوق إليه البر والإحسان من حيث لا يشعر، ويعصمه من الشر من حيث لا يحتسب، ويرقيه إلى أعلى المراتب بأسباب لا تكون من [العبد] على بال، حتى إنه يذيقه المكاره، ليتوصل بها إلى المحاب الجليلة والمقامات النبيلة» (١).
ومن آثار الإيمان بهذا الاسم العظيم:
أولاً: إن اللَّه سبحانه وتعالى لا يفوته من العلم شيء، وإن دقَّ وصغر أو خفي، وكان في مكان سحيق، قال تعالى:{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَاّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَاّ يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَاّ فِي كِتَابٍ مُّبِين}(٥٩)[الأنعام].
فاللَّه لا يخفى عليه شيء، ولا الخردلة: وهي الحبة الصغيرة التي لا وزن لها، فإنها - ولو كانت في صخرة في باطن الأرض أو في السماوات -، فإن اللَّه يأتي بها وهو اللطيف الخبير.