وصلنا في الدرس الماضي إلى إثبات السمع والبصر لله تعالى، وبدأنا بقراءة النصوص الموجودة في (العقيدة الواسطية)؛ لأنها أشمل، وإلا فإن ابن تيمية ألف كتابه (الواسطية) بعد تأليف ابن قدامة (للمعة)؛ لأن ابن تيمية جاء بعد ابن قدامة، فـ ابن قدامة توفي في سنة ستمائة وعشرين، بينما توفي شيخ الإسلام في القرن الذي بعده في سنة سبعمائة وثمانية وعشرين، إذاً فمولد ابن تيمية كان بعد وفاة ابن قدامة بقرابة إحدى وأربعين سنة، فإن ابن تيمية ولد في سنة ستمائة وإحدى وستين وأربعين سنة.
قال ابن تيمية رحمه الله: [وقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[الشورى:١١]].
والصفات الموجودة هنا ثلاث صفات: الصفة الأولى: هي نفي مماثلة الله عز وجل للمخلوقين، وهذه الصفة من الصفات السلبية، وهي تتضمن كمال الضد، فالله عز وجل ليس له شبيه، وهو الكامل من كل وجه.
((وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ))، فيها إثبات السميع والبصير، وهما اسمان لله عز وجل، وسبق أن ذكرنا قاعدة وهي: أن كل اسم من أسماء الله فإنه يتضمن صفة من صفاته، فالسميع يتضمن صفة السمع، والبصير يتضمن صفة البصر لله سبحانه وتعالى.
وقوله: [{إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}[النساء:٥٨]]، وهذه مثل السابقة.