لا تسترسل في التنعم والرفاهية؛ فإن (البذاذة من الإيمان) وخذ بوصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في كتابه المشهور، وفيه:(وإياكم والتنعم وزي العجم، وتمعددوا، واخشوشنوا).
وعليه فازور عن زيف الحضارة، فإنه يؤنث الطباع، ويرخي الأعصاب، ويقيدك بخيط الأوهام، ويصل المجدون لغاياتهم وأنت لم تبرح مكانك، مشغول بالتأنق في ملبسك، وإن كان منها شيات ليست محرمة ولا مكروهة، لكن ليست سمتاً صالحاً، والحلية في الظاهر كاللباس عنوان على انتماء الشخص، بل تحديد له، وهل اللباس إلا وسيلة من وسائل التعبير عن الذات؟! فكن حذراً في لباسك؛ لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك في الانتماء والتكوين والذوق ولهذا قيل: الحلية في الظاهر تدل على ميل في الباطن].
والمقصود بهذا الأدب هو أنه ينبغي على طالب العلم أن يهجر ويترك ما لا فائدة فيه من التنعم والرفاهية التي تورث الكسل، وتورث الضعف في طباع الإنسان، فإنه كما قال الشيخ: يرخي الأعصاب ويؤنث الطباع.