للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم تعليم الطفل اللغة الإنجليزية]

السؤال

أب يريد أن يعلم ابنه الذي في الصف الرابع اللغة الإنجليزية، إلى جانب حفظ القرآن، فما رأيك؟

الجواب

بدلاً من أن يعلمه اللغة الإنجليزية يعلمه ما ينفعه، يعني: اللغة الإنجليزية في هذه الفترة لا تعني هذا الطفل، بل إنها تشغل حيزاً من فكره بدون أي ثمرة ولا فائدة، والمفترض في الإنسان إذا كان عنده طفل أن يعلمه الأشياء الأساسية التي يحتاجها، مثل: القراءة، صحة القراءة، القرآن، اللغة العربية وأكثر الشباب لا يحسنها، فكيف نتعلم لغة أخرى ونحن لم نتعلم لغة ديننا ولغتنا الأساسية.

فإذا كبر الولد ورأى أنه يدخل شركة من الشركات فيمكن أن يتعلم اللغة الإنجليزية، لماذا نريد أن نعلم أبناءنا منذ الصغر هذه اللغة، وخصوصاً أن اللغات مرتبطة بالثقافة.

فربما يعجب بثقافة أمة من الأمم الكافرة، لكن الصحيح هو أن نشأة الولد الأولى تكون على الإيمان والتقوى، فيعلمه القرآن، ولغة العرب أولاً، ثم إذا كبر الولد فهو بحسب طبيعته وتوجهه، افترض أن هذا الولد يريد أن يتخصص في علوم القرآن، فلماذا تشغله أنت بتعلم الإنجليزي؟ قد لا يحتاجها في حياته العملية، افترض أنه بعدما كبر يريد أن يدخل مجالاً من المجالات التي يحتاج فيها اللغة، فيتعلم عند الحاجة، أي أن اللغة يتعلمها الإنسان عند الحاجة، وليست كجزء أساسي من كياننا، ولهذا فمن المقترحات الغريبة التي يطرحها بعض الناس تعليم الأطفال اللغة الإنجليزية، ويريدون تعميمها على كل المدارس، حتى في الشعاب والقرى، وهؤلاء لا يحتاجون هذا الأمر، ولا يريدونه ولا يعرفونه، تجد الطفل الصغير يتعلمه بدلاً من لغة العرب.

هذا اقتراح ساذج في الحقيقة، ويدل على أن المقترح معجب بهذه الأمة أصلاً، ليس الفكرة هو أن هناك حاجة داعية لها؛ فنقول: اترك الأبناء يتعلمون لغة العرب، ويتعلمون القرآن، ويتعلمون الكتابة بشكل جيد، ثم بعد أن يتخرجوا ويريدوا العمل في مجال له علاقة بهذه اللغة تعلموها، اجعل مراكز تدريب يدخل فيها ثلاثة آلاف طالب إلى أربعة آلاف طالب وعلمهم الإنجليزي عندما يوجد احتياج حقيقي عندك.

أما أن تعلم الناس ما لا يحتاجونه فهذا من سوء الفهم، ولا تعلق هذا على الفلاح؛ لأن الذي يفلح في شيء هو الإنسان المقتنع به.

أنا مثلاً أريد أن أدخل مجالاً يحتاج إلى لغة إنجليزية، كما لو أني أريد أن أكتب عن طائفة من الطوائف الغربية، فأحتاج إلى أن أتعلم، إذاً أخصص سنتين من دراستي أو ثلاثاً، أو أربعاً، وأتعلم بشكل جيد حتى أستطيع ترجمة هذه الكتب وأن أتفهمها بشكل جيد.

لكن الذي لا يحتاج هذا الأمر لماذا تعلمه؟ هل صرنا مستعمرين لهم حتى نتعلم لغتهم، ولا يتوظف الواحد إلا بها؟!! هناك قطاعات قد تحتاج هذه اللغة، فيتعلم من يريد الدخول فيها، لكن هناك قطاعات واسعة لا تحتاج مثل هذه اللغة إلا من باب الثقافة، فهذا راجع إلى كل إنسان ورغبته، أما أن تفرض على الناس من التعليم الأولي فهذا خطأ وله جوانب سلبية متعددة!

<<  <  ج: ص:  >  >>