الكلام صفة من صفات الله الثابتة له بالأدلة الشرعية، والمقصود بالكلام أن الله يتكلم بحروف وأصوات وعندما نقول: نحن نثبت صفة الكلام، فمعنى هذا: أن كلام الله عز وجل كلام مكون من حروف وصوت من الله سبحانه وتعالى، وهذا يدل على إثبات صفة الصوت لله سبحانه وتعالى والدليل على أن صفة الكلام مشتملة على الحروف الحديث المشهور:(إن الحسنة بعشرة أمثالها لا أقول: (ألم) حرف، ولكن ألف، ولام حرف، وميم حرف) فدل هذا على أن كلام الله عز وجل مكون من هذه الحروف.
والمقصود بالحرف الذي يثاب عليه الإنسان في القرآن الكلمة كاملة، وكثير من الناس يتصورون أن المقصود بالحرف: هو كل حرف من حروف الكلمة، فمثلاً كلمة (محمد) يتصورون أنهم يأخذون عليها أربعين حسنة، والصحيح في هذه القضية ما حققه شيخ الإسلام رحمه الله: أن الكلمة كاملة مثل (محمد) تعتبر حرفاً واحداً، ويكون له فيها عشر حسنات، ولهذا نلاحظ أن قوله:(لا أقول (ألم) حرف) أن (ألم) مكونة من ثلاثة أسماء، وليست كلمة واحدة، وإنما هي ثلاثة كلمات، مع أنها في الشكل مثل كلمة (أَلَمْ)، و (أَلَمْ) كلمة واحدة، بينما (ألم) ثلاث كلمات ولهذا قال: (ألف حرف) و (ألف) هذه كلمة مكونة من ثلاثة حروف، الألف واللام والفاء، (ولام حرف) وكلمة (لام) هذه اسم، (وميم حرف)، وكلمة (ميم) مكونة من ثلاثة حروف من حروف المباني، وهي تعتبر اسماً، هذا ما حققه شيخ الإسلام رحمه الله من أن المقصود بالحرف الذي ينال عليه الإنسان الأجر هو الكلمة بكاملها، وليست هي حروف المباني كما يتصور البعض.