[معنى قول الأشاعرة: إن كلام الله غير متعلق بالمشيئة]
السؤال
ماذا يقصد الأشاعرة بقولهم: إن كلام الله غير متعلق بالمشيئة؟
الجواب
يقصدون بذلك أن الله عز وجل كلامه قديم وواحد، وأنه لا يتكلم في كل وقت كما يشاء، والذي دعاهم لهذا هو أنهم تصوروا أنه إذا كان يتكلم في كل وقت بالشيء الذي يشاؤه سبحانه وتعالى فإن هذا يستلزم الحدوث؛ لأنه إذا تكلم الآن وتكلم يوم القيامة فإن هذا يدل على أن هذه الصفة حدثت بعد أن لم تكن موجودة، وعندهم الحدوث دليل على أن المحدث مخلوق، وهذا ركبوه بناء على دليل عقلي اخترعوه هم، وليس عليه نصوص شرعية تدل عليه.
ونحن نقول: سواء سميتموه حدوثاً أو لم تسموه حدوثاً فنحن لا يهمنا، وإنما أهم شيء هو أن هذه الصفة أثبتها الله لنفسه، وهي لا تدل على النقص بأي وجه من الوجوه وإذا سميتموه أنتم حدوثاً قلنا: هل الحدوث عندكم نقص؟ فإن قلتم: نعم، قلنا: النقص باطل، ولكنه يتكلم سبحانه وتعالى إذا شاء، وأما إذا تخيلتم أن شيئاً من صفات الله يستلزم النقص وقد أثبته الله لنفسه فهذا تخيل فاسد، وهو إنما حصل بسبب الأوهام عندكم، وليس فيما أثبت الله عز وجل لنفسه من الصفات شيء يتضمن النقص بأي وجه من الوجوه.