وغلو الشيعة الروافض جاء على أوجه: الوجه الأول: أنهم جعلوا محبة آل البيت مقترنة اقتراناً ضرورياً بسب الصحابة وتكفيرهم وذمهم ونحو ذلك.
الأمر الثاني: أنهم جعلوا آل البيت في منزلة أعلى من المنزلة البشرية المعتادة، فإنهم جعلوا من أئمتهم -وهم بعض آل البيت- آلهة يعبدونها من دون الله، فإنهم يرون أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكمل الشريعة للناس، مخالفة منهم لقول الله عز وجل:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا}[المائدة:٣].
بل قالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى من الشريعة ما يحتاجه الناس في زمانه، ثم أودع البقية عند علي بن أبي طالب، فقام علي بن أبي طالب بإعطاء ما يحتاجه الناس، ثم أودع البقية عند الحسن، وهكذا حتى آخر إمام من أئمتهم، وهو الذي في السرداب الآن حسب زعمهم.
فيرون أن أئمتهم معصومون، وأن كلامهم تشريع، وأن ما يتكلمون به هو جزء أساسي من الشريعة كالقرآن وكالسنة النبوية الصحيحة، فجعلوهم شركاء مع الله سبحانه وتعالى في أمره، ولهذا يعظمون قبور آل البيت إلى درجة الطواف حولها، والتعبد لها، والذبح لها، ويكتبون على القبور: يا علي! ويا حسن! ويا حسين! وعندما يأتون إلى الاحتفالات البدعية والشركية التي يأتون بها، مثل الاحتفال الذي يحصل في عاشوراء، والاحتفال الذي يحصل بعده بمناسبة موت الحسين، يتكلمون بكلام في أوصاف علي بن أبي طالب وفي أوصاف أولاده لا تجوز أن تقال إلا لله سبحانه وتعالى، فيجعلون لهم الرزق، ويجعلون لهم إحياء الموتى، ويجعلون لهم العلم بذرات الكون، ويجعلون لهم تدبير كل الكون، وكأن الله عز وجل جعل إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبناءه أمر الكون وتركه، بل هم يصرحون بذلك، بأن الله عز وجل أعطاهم هذه الخصائص التي هي جزء أساسي من خصائصه سبحانه وتعالى، ولهذا لا شك في أن عقائد الشيعة الرافضة في هذا الزمان عقائد كفرية.
فلا يوجد عاقل ممن يعرف عقائد هؤلاء القوم يقول إنهم مسلمون! لأن هذه العقائد الموجودة عقائد كفرية.
وقد يقول بعض الناس: إن بعض عامتهم لا يعرف هذه العقائد، فنقول: لكن القول بأن الشيعة كطائفة موجودة الآن تعتبر من طوائف المسلمين قول فاسد لا يقوله إنسان يعرف العلم.