كما أن علامات الساعة الكبرى وردت في حديث واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول:(لا تقوم الساعة حتى يأتي قبلها عشر)، ثم عدها عليه الصلاة والسلام.
العلامة الأولى: خروج الدجال، وهو رجل كذاب مكتوب على جبينه: كافر، يقرؤه من قرأه، وحتى غير القارئ يستطيع أن يقرأه، وهو أعور العين، بمعنى أن له عينين، لكن واحدة منهما طافئة، ولهذا فمن الخرافات التي جاءت في الصحافة والتي أصبحت مزبلة لمثل هذه الأفكار الرديئة، أنهم أتوا بصورة مدبلجة لوجه رجل ليس له إلا عين واحدة، وقالوا: هذا الدجال.
وقالوا: إن أمه لما ولدته استغربت من الشكل فأخفته.
وأوصاف الدجال الواردة في الشرع تخبر أن له عينين، وأن واحدة منهما عوراء، لكن واحدة طافئة لا يرى بها، وأنه مكتوب على جبينه كافر، وأنه يخرج من ثلة بين العراق والشام، ويتبعه ألوف من يهود أصبهان، وأنه يطوف الأرض كلها مثل الريح، وفي الحديث:(أن اليوم الأول من أيامه مثل سنة، واليوم الثاني مثل شهر، واليوم الثالث مثل جمعة، -يعني: مثل أسبوع- وبقية أيامه مثل بقية أيامكم)، وهذا معناه أن الشمس تطلع وتجلس سنة كاملة حتى تغيب، وفي شمال الكرة الأرضية اليوم تظل الشمس على الناس ستة أشهر، فيجلس الدجال سنة بهذا الأسلوب.
(ومعه جنة ونار)، يعني: الذي يغضب عليه يدخله النار، وناره جنة في الحقيقة، وجنته نار في الحقيقة.
(وأنه يطوف الأرض جميعاً، وأنه يأتي إلى مكة والمدينة وأنه لا يستطيع دخولها، وترجف مكة والمدينة فيخرج منها المنافقون).
فهذه أوصاف ظاهرة يمكن أن تراجع في حديث النواس بن سمعان في صحيح مسلم في كتاب الفتن والملاحم، فينبغي للإنسان أن يتفهم مثل هذه الأمور، وألا يصدق الخرافات.
وجاء أيضاً أن عيسى بن مريم عليه السلام ينزل فيقتله، ونزول عيسى وارد في القرآن، {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}[النساء:١٥٩] يعني: قبل موت عيسى؛ لأن عيسى لم يمت، {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ}[النساء:١٥٧]، وقال:{بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ}[النساء:١٥٨]، ولهذا عده بعض العلماء كالحافظ ابن حجر في الإصابة من الصحابة.
ورد في وصف الدجال في حديث النواس بن سمعان صفات عجيبة جداً، وهو أنه ينزل ورأسه يقطر وأنه جعد، وأنه يضع يديه على ملكين، فإذا رآه عدو الله في باب لد في بلاد الشام يذوب كما يذوب الملح في الماء، فيرميه برمح معه، فيرتد إليه الرمح وفيه الدم، فيقتله عيسى عليه السلام، ويكون المهدي موجوداً في بلاد المسلمين، ويكون حاكماً من الحكام الصالحين، يصلحه الله في ليلة، فيتقدم بالناس ويصلي بهم، ويعيش عيسى في الأرض أربعين سنة، والأرض تتفتق بخيراتها وبركاتها، وأيضاً يحج ويعتمر، ويكون خروج يأجوج ومأجوج في زمن عيسى عليه السلام وهو حي.