[الإيمان بالميزان والصراط]
قال المؤلف رحمه الله: [وتنصب الموازين].
الموازين جمع ميزان، والميزان: هو ميزان حقيقي له كفتان، توضع فيه الأعمال، قال الله عز وجل: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} [الأعراف:٨].
واختلف العلماء هل هو ميزان واحد أم موازين متعددة؟ فقال بعض العلماء: إنه ميزان واحد، وإن الجمع إنما هو باعتبار ما يكون في هذا الميزان، وقال بعضهم: إنها موازين متعددة وإنه لكل أمة من الأمم ميزان خاص.
فالحسنات توضع في مكان، والسيئات توضع في مكان ويحصل بينها موازنة، وبعض المعتزلة قال: كيف توزن الأعمال وهي أعراض؟ ومعنى أعراض: (صفات)، فنحن نقول: إن هذه الأعمال إما إن الله عز وجل يجعلها أعياناً بحيث توزن، وإما أن يكون الذي يوزن هو ثوابها.
قال المؤلف رحمه الله: [وتنشر الدواوين].
الدواوين هي صحائف الأعمال التي تنشر للعباد، فمن الناس من يأخذ صحيفته بيمينه، ومن الناس من يأخذ صحيفته بشماله من وراء ظهره.
قال المؤلف رحمه الله: [وتتطاير صحائف الأعمال إلى الأيمان والشمائل {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا} [الانشقاق:٧ - ١٢].
والميزان له كفتان ولسان توزن به الأعمال {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} [المؤمنون:١٠٢ - ١٠٣].
ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حوض في القيامة، ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأباريقه عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً].
الحوض هو حوض خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم يكون في العرصات أثناء الحشر وهناك مجموعة من المواقف تحصل حتى يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، اصطلح على تسميتها أهل العلم بعرصات القيامة، وهذه العرصات يحصل فيها الحوض، فإن الحوض جزء من النهر الذي وهبه الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم وهو نهر الكوثر، ومن نهر الكوثر ميزاب يصب في هذا الحوض، وهذا الحوض ورد في وصفه أن طوله شهر وعرضه شهر وزواياه متساوية، وعدد آنيته مثل نجوم السماء ولونه أبيض من اللبن وطعمه أحلى من العسل.
وأيضاً لكل نبي حوض ريحه أفضل من رائحة المسك، ولكل نبي من الأنبياء حوض خاص بأمته يتباهون أيهم أكثر مورداً، وأكثر الأحواض وروداً هو حوض النبي صلى الله عليه وسلم.
قال المؤلف رحمه الله: [والصراط حق، يجوزه الأبرار، ويزل عنه الفجار].
الصراط هو طريق يوضع على متن جهنم، وكل الأمم سترده كما قال الله عز وجل: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} [مريم:٧١]، وهذا الصراط ورد في وصفه أنه أدق من الشعر وأحد من السيف، وأنه توجد عليه كلابيب مثل شوك السعدان، وأن الناس يؤخذون من عليها وأنه لا يتكلم حينئذ إلا الأنبياء، وأن كل الأنبياء يكون كلامهم: اللهم سلم سلم، والناس يجوزونه بصفات مختلفة، منهم من يجوزه كالبرق، ومنهم من يجوزه مثل الريح، ومنهم من يجوزه مثل أجود الخيل، ومنهم من يمشي مشياً، ومنهم من يحبو حبواً، ومنهم من يقع في نار جهنم والعياذ بالله، والصراط منصوب على متن جهنم، كما في النصوص وورد في وصفه أنه دحض مزلة