[عقيدة أهل السنة في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته]
قول المؤلف: (ويحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال في غدير خم)، هذا القول من النبي صلى الله عليه وسلم كان بعد حجة الوداع وهو في طريقه للمدينة في غدير يقال له: غدير خم، وخم هذا رجل، وهذا الغدير قريب من الجحفة ورابغ، فقال لهم: (أذكركم الله في أهل بيتي).
وما قاله للعباس عمه، في إسناده نظر، وأما حديث: (إن الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريش، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بين هاشم) فهو صحيح، وهو يدل على فضل هؤلاء الهاشميين.
وأهل السنة يتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة، خصوصاً خديجة رضي الله عنه، وقد جاء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يبشر خديجة بأن لها في الجنة بيتاً من قصب لا نصب فيه ولا وصب، وهي أم أكثر أولاده، وقد ولد له منها ولدان: القاسم وعبد الله، وولد له منها أربع بنات الكبرى منهن زينب، ثم تليها أم كلثوم، ثم رقية، ثم فاطمة، وهي أصغرهن.
وأول من آمن به وعاضده على أمره خديجة، فكانت أول من آمن من النساء، وكان لها منه المنزلة العالية، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكرها كثيراً.
والصديقة بنت الصديق هي عائشة رضي الله عنها، وهي الصديقة حقاً، إذ صدقها الله عز وجل عندما حصلت لها الفتنة العظيمة، وهي الإفك الذي جاء به أهل النفاق، وقال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام).
وهناك خلاف بين أهل العلم في أيهما أفضل: خديجة أم عائشة؟ وأيهما أفضل: فاطمة أم عائشة؟ ولـ ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد تحقيق لطيف فيها، وهو أن عائشة أفضل باعتبار وخديجة أفضل باعتبار، وأن عائشة أفضل باعتبار وفاطمة أفضل باعتبار.
قال المؤلف رحمه الله: [ويتبرءون من طريقة الروافض الذين يبغضون].
سمي الروافض بالروافض لأنهم رفضوا زيد بن علي بن الحسين، فقد كانوا ينتسبون إلى علي بن أبي طالب ويقولون: نحن شيعته، فلما سألوا زيد بن علي بن الحسين: ما تقول في الشيخين؟ فترضى عنهما وأثنى عليهما ثناءً عظيماً، رفضوه، فقال: رفضتموني! فسموا روافض من تلك الفترة.
والعجيب أني سمعت محاضرة لأحد الشيعة المعاصرين وهو غاضب من تسمية أهل السنة لهم بالروافض، ويقول: يسبوننا ويسمونا روافض، وينسى أنه وأهل مذهبه يسبون من هو أفضل - أبا بكر وعمر - وكأن سب أبي بكر وعمر مباح! قال المؤلف رحمه الله: [ويتبرءون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل].
النواصب مثل الحجاج بن يوسف، ومثل الخوارج الذين يسبون آل البيت، ويذمون علي بن أبي طالب وأولاده، هؤلاء لا شك أنهم مذمومون وأن طريقتهم فاسدة.