[إثبات الأول والآخر والظاهر والباطن من أسماء الله]
قال المصنف رحمه الله تعالى: [{هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[الحديد:٣]].
وهذه الآية فيها خمس صفات وخمسة أسماء.
قوله:(هو الأول) يتضمن صفة الأولية.
(والآخر) يتضمن صفة الآخرية.
(والظاهر) يتضمن صفة الظاهرية، وهي الفوقية والعلو.
(والباطن) يتضمن صفة الباطنية.
(وهو بكل شيء عليم) يتضمن صفة العلم.
ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:(اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء)، و (الباطن) هو بمعنى القرب والمعية والعلم بأحوال العباد على التفصيل، والقدرة عليها.
فهو الأول ليس قبله شيء سبحانه وتعالى، والمخلوقات بعده، وهو الآخر فليس بعده شيء، والمخلوقات أنها حتى ولو كان بعضها خالداً في الجنة إلا أن هذا الخلود لا يتم إلا بتخليد الله عز وجل له، فلا شك أنه سبحانه وتعالى قبل كل شيء وبعد كل شيء.
قال المصنف: [وقوله سبحانه: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ}[الفرقان:٥٨]].
فيه إثبات صفة الحياة لله عز وجل، وقوله:(الذي لا يموت) هذا بيان لها، وقد سبق أن تحدثنا عن صفة الحياة في آية الكرسي.