أفعال العباد تنقسم إلى قسمين: قسم ليس لهم فيه اختيار، وقسم لهم فيه اختيار.
القسم الذي ليس لهم فيه اختيار، مثل: ألوانهم، وآبائهم، وأمهاتهم، وما يتعلق بالزمان الذي ولدوا فيه، فأنت غير مخير في لونك وأبيك وأمك وفي الزمان الذي ولدت فيه.
فهذه القضايا ليس فيها اختيار، لكن في نفس الوقت لم يرتب عليها ثواب ولا عقاب في ذاتهم، فلا يعاقبك لأنك أبيض، أو أشقر، أو أسود، أو قصير أو طويل، أو لأنك في البلد الفلاني، أو لأنك ولدت في القرن العشرين؛ لأن هذا ليس من اختيارك أبداً.
وهناك قسم آخر للعبد فيه اختيار وإرادة وقدرة، وهو ما يسمى: الأعمال الاختيارية، وهي التي يترتب عليها الثواب والعقاب، فالإنسان قادر على الطاعة، وقادر أيضاً على العصيان، وهذا شيء يشعر به الإنسان في نفسه، وأخبر الله عز وجل عنه.