صفة العلو ثابتة لله سبحانه وتعالى كما يليق بجلاله وعظمته، وهي من أوضح صفات الله عز وجل، وقد دل عليها العقل، فإن الإله لا بد أن يكون عالياً، ودلت عليها نصوص الشرع، وذكر بعض أهل العلم أن هناك أكثر من ألف دليل يدل على صفة العلو.
وقد ألف ابن القيم رحمه الله رسالة مستقلة بعنوان: اجتماع الجيوش الإسلامية في غزو المعطلة والجهمية، وقد خصص أكثر هذا الكتاب في هذه الصفة، وساق مجموعة كبيرة من الآيات والأحاديث، وبدأ يذكر أقوال الصحابة والتابعين، ثم ذكر أقوال أئمة المذاهب من الأحناف والمالكية والشافعية والحنابلة، وساق أقوال اللغويين والفقهاء والأصوليين والمؤرخين، وساق أقوالاً متعددة من أصحاب التخصصات المختلفة؛ ليبين أن هذه الصفة من أبرز صفات الله عز وجل التي اتفقت عليها الأمة إلا من شذ من أهل البدع والضلال.
وهناك أنواع كثيرة من الأدلة تدل على هذه الصفة، فكل آية ورد فيها (يصعد إليه) فهي تدل عليه، مثل:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}[فاطر:١٠]؛ فإن الصعود يكون من أسفل إلى أعلى، وكذلك النزول، فكل هذه النصوص تدل عليه.
ومن النصوص الصريحة في الموضوع قوله:{أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ}[الملك:١٦]، و (في) هنا ليست ظرفية، وإنما هي بمعنى (على)، يعني: أأمنتم من على السماء، وحروف الجر تتناوب، ولهذا قال الله عز وجل في قصة فرعون:{وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}[طه:٧١] فهل المعنى: أنه يحفر النخلة ويدخلهم فيها؟ لا.
المقصود يصلبهم عليها.
وهناك أيضاً أحاديث كثيرة واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها: حديث الجارية المشهور عندما قال لها: (أين الله؟ قالت: في السماء) وهذا يدل على جواز السؤال عن الله بأين.