للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر ما جاء في فضل قرابة النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: [ويحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم: (أذكركم الله في أهل بيتي).

وقال أيضاً للعباس عمه وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم فقال: (والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي).

وقال: (إن الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم).

ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة، خصوصاً خديجة رضي الله عنها أم أكثر أولاده، وأول من آمن به وعاضده على أمره، وكان لها منه المنزلة العالية، والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها التي قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)].

هذا الموضوع متعلق بباب الصحابة؛ لأن جزءاً من أهل البيت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

والمقصود بأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم: زوجاته، وأقاربه من بني هاشم كـ علي بن أبي طالب والحسن والحسين والعباس والفضل بن العباس، هؤلاء هم أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد نص الله عز وجل في سورة الأحزاب على أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته، فذكر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:٣٣]، وهذا حديث العباس يشير إلى أن بني هاشم هم من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.

وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لهم منزلة إذا كانوا من المؤمنين أكثر من منزلة بقية المؤمنين؛ لأنهم يجمعون أمرين: الأمر الأول: الإيمان.

والأمر الثاني: القرابة.

وهذا هو المنهج الحق فيما يتعلق بآل البيت، فنحن نحب آل البيت، فنعطيهم حقهم من المحبة والولاية والنصرة، والمقصود أهل الإيمان منهم، أما أهل الكفر فإنا لا نحبهم، بل نبغضهم، لوجود الأدلة الصريحة في بغضهم، ولوجود مثال واضح وهو أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الله عز وجل يقول: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد:١].

فآل البيت نحبهم ونناصرهم، ونعرف حقهم وقدرهم، ولكن لا نغلو فيهم، فإن الشيعة قبحهم الله جعلوا من لوازم محبة آل البيت الطعن في الصحابة، فلا يكون المرء محباً لآل البيت إلا إذا كره وذم بقية الصحابة، فعند الشيعة إذا قلت: أنا أحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأحب الحسن والحسين، وأحب أبا بكر وعمر وعثمان وجميع الصحابة قالوا: لم تتحقق منك المحبة، فمن الفهم الفاسد أن يجعلوا المحب لآل البيت بالضرورة مبغضاً لبقية الصحابة، والمحب لبقية الصحابة بالضرورة مبغضاً لآل البيت، وهذا فهم فاسد ومنحرف عن المنهج السليم والقويم.

ولهذا نحن نحب آل البيت، ولهم مكانة عظيمة في نفوسنا، لكن لا نغلو فيهم كما غلت الشيعة الروافض قبحهم الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>