ابن أبي داود المتوفى سنة ٣١٦هـ هو أبو بكر ابن صاحب السنن المشهور أبي داود سليمان بن الأشعث، وأبو بكر اسمه عبد الله، استفاد من والده الذي كان عالماً، فطوف به والده كثيراً في البلاد، وكان حافظاً وإماماً مشهوراً.
ومن القصص التي تذكر في حفظه: أنه لما جاء إلى سجستان طلبوا منه أن يحدث، فقال: ليس عندي أصل، يعني: ليس عندي كتاب أحدث منه، فقالوا: ابن أبي داود ويحتاج إلى أصل؟! فاستفزوه فأملى عليهم ثلاثين ألف حديث، فلما رجع إلى بغداد لم ينتقد منها إلا ستة، وهذا يدل على سعة حفظه وعلمه رحمه الله، وقد كان من أئمة أهل السنة، وهذه الأبيات التي ستأتي معنا تدل على ذلك، وقد كان أبو بكر بن أبي داود عالماً مصنفاً مشهوراً، له مجموعة من الكتب، منها (المصاحف) وهو مطبوع، وأيضاً: كتاب (البعث) وهو مطبوع أيضاً، وهذه الحائية تقريباً ستة وثلاثون بيتاً، أو ثمانية وثلاثون بيتاً موزعة على مجموعة من الأبواب، وسيأتي الحديث عنها إن شاء تعالى.
وحائية ابن أبي داود شرحها الآجري رحمه الله صاحب (الشريعة)، لكن شرحه غير موجود الآن، وشرحها أيضاً السفاريني صاحب (لوامع الأنوار) المشهور، وصاحب الدرة المضيئة، وشرحه مطبوع، وهذه الحائية ثابتة من حيث الإسناد عن أبي بكر بن أبي داود فقد نقلها عنه مباشرة تلميذه ابن شاهين ضمن كتابه (شرح مذاهب أهل السنة)، وهو مطبوع، وقد نقل عنه القصيدة كاملة في أربعين بيتاً تقريباً نقلها مباشرة عن شيخه، وأيضاً نقلها ابن أبي يعلى في (طبقات الحنابلة)، وكذلك نقلها الحافظ الذهبي رحمه الله في (سير أعلام النبلاء) في ترجمة ابن أبي داود نقلها بإسناده عن ابن شاهين الذي سبق أن أشرنا إليه.