والذي يقول: نريد التقارب مع الشيعة، فهو إنسان ضعيف العقل لا يدرك ما هو التشيع ولا يدري ما الشيعة؟ فإذا أراد الإنسان أن يتكلم فليعرف أولاً ما هو التشيع، وما هي كتبه، وما هي عقائدهم الأساسية في أئمتهم، وما هو حالهم عند القبور؟ حينئذ يستطيع أن يعرف دين الشيعة على حقيقته، أما أن يتكلم عن التشيع وهو صحفي لا يحسن أكثر من الكتابة في جريدة، أو تنميق الألفاظ وتحسينها وتزويقها، فهذا لا يصح له أن يتكلم في العلم وهو جاهل به، فالواجب على الإنسان قبل أن يتكلم في أي باب من الأبواب أن يدرك هذه العقائد إدراكاً جيداً.
وقال بعض المنتسبين إلى المشيخة مع الأسف -وهو الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي - إن الذين يأخذون كتب الشيعة ويستخرجون الشواذ منها مخطئون، وقال: إن الكلام حول تكفير الشيعة خطأ، فإن ما ينقل عن الشيعة هي شذوذات لبعض أئمتهم.
أقول: هذه مصادرة للعلم، وهذا يدل على أن الدكتور القرضاوي لم يقرأ كتب الشيعة، أو أنه قرأها قراءةً سطحيةً سريعةً، فإنك عندما تقرأ كتابهم وتجد العمود الفقري له الأساسيات فيه كفر؛ فكيف يقال: إنك تأخذ منها ما هو شاذ، كيف يقال ذلك والكتاب مبني على الكفر في الأساس، مثل: فصل الخطاب في إثبات تحريف كلام رب الأرباب.
وفعلاً هم يرون أن القرآن ناقص وليس بكامل؛ وعلماء السنة الكبار أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية لم يظلموا الشيعة، مع أن شيخ الإسلام رحمه الله كتب كتابه العظيم منهاج السنة النبوية، وصرح بكثير من عقائدهم الغريبة والشاذة والكفرية، في وقت كان الشيعة يسترون فيه مذاهبهم.
ومع أن الكليني صاحب الكافي توفي قبل ابن تيمية رحمه الله بأكثر من ثلاثمائة سنة، ولم يطلع ابن تيمية على كتاب الكليني، والذي يقرأ كتاب منهاج السنة النبوية لا يجد أي إشارة لـ ابن تيمية عن هذا الكتاب؛ مما يدل على أنه لم يطلع عليه لأنه كان مستوراً لا يظهرونه، وإنما ظهرت عقيدة الشيعة وكتبهم بعد الدولة الصفوية عندما ظهرت المطابع.
ولهذا فإن الشيعة في هذا الوقت بالذات بدأ يتنامى وضعهم، وبدءوا يتكلمون بأن الشيعة لم يعطوا حقوقهم، وحقوقهم التي يريدونها هي سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على المنابر ووتكفيرهم، وأن يقوموا بهذه الخرافات من ضرب الصدور والوجوه أمام الناس، وهذا عبث وليس بدين، ولهذا لا يوجد دين في الدنيا يسب أصحاب النبي الذي ينتسب إليه إلا دين الشيعة، فالنصارى وهم نصارى يعظمون الحواريين الذين كانوا مع عيسى، أما هؤلاء فيكفرون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا أربعة أو خمسة.
والذي يتتبع الواقع التاريخي يدرك أن أصل عقائد الشيعة جاء من اليهود عن طريق عبد الله بن سبأ، والذي يقرأ ويطلع على عقائد ابن سبأ التي جاء بها في البداية يجد أنها نفس العقائد التي تبنتها الشيعة، وهي العقائد نفسها الموجودة في كتب الشيعة الآن، ولهذا فإن الشيعة اليوم يشكلون خطراً على أهل السنة بشكل خاص.