للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الآيات الواردة في المعية لا تنافي علو الله على خلقه]

الآن سيذكر الآيات الواردة في إثبات المعية، وليس هناك تناقض بين إثبات العلو والمعية، وسيأتي له كلام مفصل في هذا الموضوع.

قال: [وقوله: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد:٤]].

وهذه المعية معية عامة، فهو مع جميع عباده سبحانه وتعالى خلقاً وتصريفاً وتدبيراً ورؤية وسماعاً، وما يتعلق بأوصاف الربوبية جميعاً.

قال: [وقوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة:٧]].

هذه الآية عرضها الإمام أحمد رحمه الله في كتابه الرد على الجهمية، وبين أنها بدأت بالعلم وختمت بالعلم، مما يدل على أن المعية الواردة فيها معية العلم، لكن ليست معية العلم فقط بل معية العلم والقدرة والتدبير والتصريف وكل معاني الربوبية.

قال: [وقوله: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة:٤٠]].

هذه معية خاصة، يعني: معنا بربوبيته التي هي حاصلة لكل الخلق، ومعية خاصة بنا، يعني: ناصرنا ومؤيدنا.

قال: [وقوله: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه:٤٦].

وقوله: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل:١٢٨]].

وقوله: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال:٤٦].

وقوله: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة:٢٤٩]].

هذه كلها من المعية الخاصة، ومثل المعية: القرب؛ فإن القرب أشكل على نفاة العلو، وظنوا أن إثبات القرب ينافي العلو، والحقيقة أنه لا ينافيه بأي وجه من الوجوه.

هذا ما يتعلق بالآيات الواردة في العلو.

<<  <  ج: ص:  >  >>