متى ما تناخي عند باب أبن هاشم ... تراحي وتلقي من فواضله يدا
فضمن لها عند النزول بابن هاشم صلى الله عليه وسلم أن يخلي عن ظهرها ويريحها من كد الأسفار إذ لا مطلب ورائه ولا حاجة إلى أحد سواه. وقال أبو بكر بن دريد في مقصورته:
والناس كالنبت: فمنهم رائق ... غضٌ نضيرٌ عوده مر الجنى
ومنه ما تقتحم العين فإنَ ... ذقت جناه انساغ عذبا في اللهى
وهذا المقصورة جلها أمثال وحكم، وهي مشهورة لا حاجة إلى ذكرها. وقال الآخر:
يقولون هذه أم عمرو قريبةٌ ... نأت بك ارضٌ نحوها وسماءُ
ألا إنّما قرب الحبيب وبعده ... إذا هو لم يوصل إليه سواءُ
وقال صالح بن جناح:
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه ... ولا خير في وجهٍ إذا قل ماؤه
وقال الآخر:
ورب دنيةٍ ما حال بيني ... وبين ركوبها إلا الحياءُ
إذا رزق الفتى وجهاً وقاحا ... تقلب في الأمور كما يشاءُ
وتقدم شيء من هذا في قولهم: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت. وقال الآخر:
إذا جار الأميرُ وكاتباه ... وقاضي الأرض داهن في القضاءِ
فويلٌ ثم ويلٌ ثم ويلٌ ... لقاضي الأرض من قاضي السماءِ!
وقال زهير:
وإنَّ الحق مقطعه ثلاثٌ ... يمينٌ أو نفارٌ أو جلاءُ
ويروى أنَّ عمر رضي الله عنه لمّا سمع هذا البيت جعل يردده استحسانا له وتعجبا من معرفته بالحقوق وإبانته أحكامها وإقامته أقسامها. وقال الآخر:
خير ما ورث الرجال بينهم ... أدب صالح وحسن ثناءِ
وقال سابق البربري: