للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكأن الصباح في الأفق بازٌ ... والدجى بين مخلبيه غرابُ

وكأن السماء لجة بحر ... وكأن النجوم فيه عبابُ

وسيأتي ما قيل في هذا المعنى من مختار الشعر.

وقال محمد بن حسام الدين:

ألا إنَّ أرض الغرب أفضل موطنٍ ... تساق إليه الواخذات النجائبُ

ولو لم تكن في الغرب كل فضيلة ... لمّا حركت شوقا إليه الكواكبُ

وقال الآخر:

قوض خيامك عن أرض يهان بها ... وجانب الذل إنَّ الذل مجتنبُ

وارحل إذا كانت الأوطان مضيعة ... فالمندل الرطب في أوطانه حطبُ

وتقدم هذا المعنى مستوفي. وفي معناه أيضاً قول سهل بن مالك:

منغص العيش لا يأمي إلى دعةٍ ... من كان ذا ولدٍ أو كان ذا بلدِ

والساكن النفس من لم ترض همته ... سكنى مكان ولم يسن إلى أحدِ

وقال لبن الخطيب:

وإذا تنغصك الزمان ببلدةٍ ... فاطو المراحل كي تحوز كمالا

لمّا توغل في السرى بدر الدجى ... أبصرته بدراً وكان هلالا

وقال الآخر:

مللت حمص وملتني فلو نطقت ... كما نطقت تلاحينا على قدرِ

وسولت لي نفسي أن أفارقها ... والماء في المزن أصفى منه في الغدرِ

وقول القاضي عبد الوهاب لن نصر:

بغداد دار لأهل المال والسعة ... وللصعاليك دار الضنك والضيقِ

أصبحت أمشي مضاعاً في أزقتها ... كأنني مصحف في بيت زنديقِ

وقال الآخر في ضده:

لا يعدم المرء ركنا يستكن به ... وشعبه بين أهليه وأصحابهِ

ومن نأى عنهم قلت مهابته ... كالليث يحقر لمّا غاب عن غابِ

<<  <  ج: ص:  >  >>