للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالنحل يجني المر من نور الربى ... فيعود شهداً في طريف رضابه

وقال أبو المظفر:

يا من يساجلني وليس بمدرك ... شأوي وأين له جلاله منصبي؟

وسيأتي تمام هذا الشعر بعد، إن شاء الله تعالى.

وقال مالك بن المرحل:

وبيداء كانت لي ضلوعاً تكنني ... كأني فيها لوعةٌ ووجيبُ

وتحت قميص الليل مني مجمر ... وفوق رداء الصبح مني طيبُ

وفي مقلة الظلماء مني موردٌ ... له بين أهداب السحاب دبيبُ

وفي مبسم الإصباح مسواك إسحلٍ ... ولكنه مهما عجمت صليبُ

فيقضي علي والليل أدعجٌ ... ويفصم عني الصبح وهو شنيبُ

وقال الآخر يرثي صديقا له نصرانياً:

أخي بوداد لا أخي بديانتي ... ورب أخٍ في الود مثل نسيبِ

وقالوا أتبكي اليوم من لست صاحباً ... غداً؟ إنَّ هذا فعل غير لبيبِ

ومن أين لا أبكي حبيبا فقدته ... إذا خاب منه في المعاد نصيبي؟

وقال بعض الأعراب:

أحجاج بيت الله في أي هودجٍ ... وفي أي بيت من بيتوكم حبي؟

يقولون هذا آخر العهد منكم ... فقلت وهذا آخر العهد من قلبي

وقال الآخر:

ليس ليوم البين عندي سوى ... مدامعٍ يجمعها سكبُ

كأنما فض بأجفانها ... رمانةٌ فانتثر الحبُ

وقال الآخر:

والغصن قد مال نحو النهر فالتقيا ... على هوى حين غنى الطائر الطربُ

فقبل النهر غصناً ثغره زهر ... وقبل الغصن نهراً ثغره حببُ

وقال الآخر:

قم أدرها فالليل رق دجاه ... وبدا طيلسانه ينجابُ

<<  <  ج: ص:  >  >>