واصلح بن موسى:
لي سيدٌ ما مثله سيدٌ ... تصدت الحمى له فاشتكا
عانقته عند موافاتها ... والأفق بالليل قد أحلو لكا
فجاءت الحمى لعادتها ... فلم تجد ما بيننا مسلكا
وهو نحو ما لابن الجهم وأبلغ منه لأن عدم نفوذ المعنى أغرب من عدم نفوذ الجسم.
ولابن رشيق أيضاً:
ومهفهفٍ يحميه عن نظر الورى ... غيران سكنى الموت تحت قبابه
فلثمت خداً منه ضرم لوعتي ... وجعلت أطفئ حرها برضابه
وضممته للصدر حتى استوهبت ... مني ثيابي بعض طيب ثيابه
فكأن قلبي من وراء ضلوعه ... طرباً يخبر قلبه عما به
ولابن معتز:
يا رب إخوان صحبتهم ... لا يرفعون لسلوة قلبا
لو تستطيع قلوبهم خرقت ... أجسامهم فتعانقت حبا
وهذا أبلغ ما سمعنا في الباب وتركنا ما قيل في مطلق العناق. وهو كثير خشية الإطناب.
وقال أبو قتبان المصري في باب المدح:
رغبت لنفسي أن أكون مصاحباً ... أناساً قيدوا إلى الذل أصحبوا
فجاورت ملكا تستهل يمينه ... ندى حين يرضى أو ردى حين يغضبُ
تدور كؤوس الحمد طوراً فينتشي ... وطوراً تعني المرهبات فيطربُ
عرفت فكان الانتساب زيادة ... وغيرك يخفيه الخمول فينسبُ
وفي بعض ذا المجد الذي ظفرت به ... يدرك غنى عما بنى الجد والأبُ
قضى الله أن يزداد بينك رفعة ... على أنه فوق النجوم مطنبُ
وقال أبو العلاء:
ردت لطافتة وحدة ذهنه ... وحش اللغات أو إنساً يخاطبه