وما سمى الإنسان إلاّ لأنسه ... ولا القلب إلاّ أنه يتقلبُ
وقال الآخر:
عليك بأوساط الأمور فإنها ... نجاةٌ ولا تركب ذلولا ولا صعبا!
وسيأتي هذا المعنى.
وقال أبن المعتز:
لحومهم لحمي وهم يأكلونه ... وما داهيات المرء إلاّ أقاربه
ومن كلام الكندي في هذا: الأب رب، والجد كد والولد كمد والأخ فخ والعم غم والخال وبال والأقارب عقارب وإنّما المرء بصديقه. ولبعضهم فيه:
أقاربك العقارب في أذاها ... فلا تركن إلى عم وخال
فكم عم أتاك الغم منه ... وكم خالٍ من الخيرات خالِ
وقال أبن الرومي:
عدوك من صديقك مستفادٌ ... فلا تستكثرن من الصحاب!
فإنَ الداء أكثر ما تراه ... يكون من الطعام أو الشراب
وهذا منزع يتسع فيه القول أستوفي في غير هذا الموضع.
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها؟ ... كفى المرء نبلا أن تعد معليبه
ومن قلة الإنصاف أنك تبتغي ... مهذب أخلاقٍ ولست مهذبا
وقال إبراهيم بن هرمة:
فإنك وأطرا حك وصل سلمى ... لأخرى في مودتها نكوبُ
كثاقبةٍ لحلي مستعارٍ ... لأذنيها فشانها الثقوبُ
فأدت حلي جارتها إليها ... وقد بقيت بأذنيها ندوبُ
وحاصل هذا الشعر وفحواه أنه لا ينبغي لك أن تطرح صاحبك إلى صاحب آخر وأنت تجد فيه إلاّ مثل ما في الأول أو شراً منه. فعليك بالصفح والغفران والاستبقاء على
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute