للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خفت العذاب فصمته ... فوقعت في عين العذاب

وقلت أنا معارضا على هذا الأسلوب:

شهر الصيام مارك ... ولا سيما في شهر آب

إنَّ الصدى في حره ... يشفي صدى يوم الحساب

وينيل ورد السلسبيل ... ورشف معسول الرضاب

وقال أبو الغريب:

سقيا لعهد خليل كان يأدم لي ... زادي ويذهب عن زوجاتي الغضب

كان الخليل فأضحى قد تخونه ... مر الزمان وتطيعني به الثقب

يا صاح بلغ ذوي لزوجات كلهم ... أنَّ ليس وصل إذا انحلت عرى الذنب!

كان أبو الغريب هذا شيخا، فتزوج ولو يولم. فاجتمع الفتيان ول خبائه، فصاحوا به: أولم ولو بيربوع، ولو بقدرٍ، مجدوع، قتلتنا من الجوع! فأولم. فلما عرس غدوا عليه فقالوا:

يا ليت شعري عن أبي غريب ... إذ بات في مساحب وطيب

معانقا للرشا والربيب ... أأجمد المحفار في القليب

أم كان رخوا يابس القضيب؟

فصاح: يابس القضيب والله! ثم انشأ يقول: سقيا لعهد الخليل " الأبيات ". يريد قضيبه.

وقوله عرى الذنب يريد عرى الذكر، وهو العصب.

وقال الحماسي

أنخ فاصطنع قرصا إذا اعتادك الهوى ... بزيت لكي يكفيك فقد الحبائب

إذا اجتمع الجوع المبرح والهوى ... نسيت وصال الغنيات والكواعب

فدع عنك أمر الحب لا تذكرنه ... وبادر إلى تمر معد ورائب

وفي هذا الكلام خلل وتدافع يغتفر في جانب الهزل والتلميح.

ومن معنى هذا ما روي أنَّ حميد المهلبي، وكان من النعماء، جلس يوما إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>