للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال سحيم الفقعسي:

وأكتم الأسرار لكن ابنها ... ولا ادع الأسرار تلغي على قلد

وإنَّ قليل العقل من بات ليلة ... تقلبه الأسرار جانبا إلى جند

وهذه سخافة وسقاطة. ولولا أنَّ الكتاب بصدد أنَّ يذكر فيه ما يتمثل به إنَّ كان ما عجز على مثل هذا الكلام، لمنافاته الخلق الجميل. وقلت أنا معارضا له على هذا الأسلوب:

لعمرك ما من بث سرا بذي لب ... ولا حاشاه منه أمسى على كرب

ولكن أخو الحلم الذي ما أذعته ... تنساه حتى ليس يهجس بالقلب

وفي الخبر: من أسر إلى أخيه سراً لم يحل له أنَّ يشفيه. وقال عمر رضي الله عنه: من كتم سره كان خياره بيده.

وقال أكثم بن صيفي: سرك من دمك، فأنظر أين تريقه! وقال بعضهم:

ولو قدرت على نسيان مثال أشتملت ... مني الضلوع من الأسرار والخبر

لكنت أوّل من ينسى سرائره ... إذ كنت من نثرها يوما على خطر

ويقال: من ضاق صدره، اتسع لسانه. وسيأتي ما قيل في كتمان السر مستوفي.

وقال آخر في طبيب:

لأبي العيص ألف قتيل ... كان يوم وليس ذا بعجيب

أيّها الناس إنَّ ذا لغريبٌ ... ملك الموت في ثياب طبيب

وقال آخر:

عد عني لست من أربي ... كان هذا حين كنت صبي

وجنة كانت أبا لهب ... فغدت حمالة الحطب

وقال أبن المعتز:

شهر الصيام مبارك ... لو لم يكن في شهر آب

<<  <  ج: ص:  >  >>