وإنَّ فرصة أمكنت من العدى ... فلا تبد فعلك إلاّ بها
وقال محمود:
كم من حريص على شيء ليدركه ... وإنَّ إدراكه يدني إلى عطبه
وقال السري الموصلي:
إذا الحمل الثقيل توزعته ... اكف القوم خف على الرقاب
وقال أعرابي يهجو بنيه:
إنَّ بني كلهم كالكلب ... إبرهم أولاهم بنسب
لم يغني عنهم أدبي وضربي ... ولا أتساعي لهم وحربي
فليتني بت بغير عقب ... أو ليتني كنت عقيم الصلب
وقال النابغة يمدح غسان:
ولا عيب فيهم غير إنَّ سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب
ويروى إنَّ عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال لعبد الملك بن مروان: أريد إنَّ تعطيني سيف أخي عبد الله بن الزبير. فقال له: هو بين السيوف ولا أميزه. فقال: إذا أحضرت ميزته أنا. فأمر عبد الملك بن مروان بإحضاره. فلما أحضره اخذ عروة سيفا مفلول الحد وقال: هذا سيف أخي. فقال عبد الملك: أكنت عرفته قبل اليوم؟ قال: لا قال: فكيف عرفته؟ قال: عرفته بقول النابغة:
ولا عيب فيهم غير إنَّ سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب
وكان هذا القائل مزجى البضاعة في النحو وله قريحة لا بأس بها. يحكى إنّه مدح بعض ملوك مراكش بقصيدة فكأنه رأى غضاضة من قبل الأعراب فقال ذلك. وهذا البيت مما يتعلق به في وقتنا البطالون عند الاعتذار عن التقصير في درك الأشياء. وكان هذا الرجل شبيها بالمعمار في زمنه وكان المعمار أحد الأدباء له شعر رائق ذكر كثير منه أبو بكر بن حجة الحموي في كتابه تقديم أبي بكر غير إنّه يقع في شعره أمور لا تساعدها العربية.