للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خليلي لا والله ما من ملمة ... تدوم على حي وإنَّ هي جلت

فإنَ نزلت يوما فلا تخضعن لها ... ولا تكثر الشكوى إذا النعل زلت

فكم من كريم قد بلى بنوائب ... فصابرها حتى انجلت واضمحلت

وقال أبو محمّد الحريري:

يا من تظن السراب ماء ... لمّا رويت الذي رويت

وقال:

فمهد العذر أو فسامح ... إنَّ كنت أجرمت أو جنيت

وقال أيضاً:

لا تحقرن أبيت اللعن ذا أدب ... لأن بدا خلق السربال سبروتا

ولا تضع لأخي التأميل حرمته ... أكان ذا لسن أم كان سكيتا

وانفح بعرفك من وافك مختطبا ... وأنعش بغوبك من ألفيت منكوتا

فخير مال الفتى مال اشد له ... ذكر تناقله الركبان أو صيتا

وما على المشتري حمدا بموهبة ... غبن ولو كان ما أعطاه ياقوتا

لولا المروءة ضاق العذر عن فطن ... إذا اشرأب إلى ما جاوز القوتا

لكنه لابتناء المجد جد ومن ... حب السماح ثنى نحو الغنى ليتا

وما تنشق نشر الشكر ذو كرم ... إلاّ وأزرى بنشر المسك مفتوتا

والحمد والبخل لم يقض اجتماعها ... حتى لقد ذا ضبا وذا حوتا

السمح في الناس محمود خلائقه ... والجامد الكف ما ينفك ممقوتا

وللشحيح على أمواله علل ... يوسعنه أبداً ذما وتبكيتا

فجد بما جمعت كفاك من نشب ... حتى يرى مجتدي جدواك مبهوتا

وخذ نصيبك من قبل رائعة ... من الزمان تريك العود منحوتا

فالدهر أنكر من إنَّ تستمر به ... حال تكرهت تلك الحال أم شيتا

<<  <  ج: ص:  >  >>