للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: أشاد له ذكرا أي رفعه وهذا محمود مطلوب. ففي الحديث: إذا أردتم أن تعلموا ما للعبد عند الله فانظروا ما يتبعه من الذكر الحسن وقيل لبعض الحكماء: ما أحمد الأشياء؟ قال: أن يبقى للإنسان أحدوثة حسنة وقال اكثم بن صيفي: إنّما انتم خبر فطيبوا أخباركم وآخذه حبيب فقال:

وما أبن آدم الاذكر صالحة ... وذكر سيئة تسري بها الكلم

أما سمعت بدهر ... جاءت بأخبارها من بعدها الأمم

وأبو بكر بن دريد حيث قال:

وإنّما المرء حديث بعده: ... فكن حديثا حسنا لمن وعى

وقال الأحنف بن قيس: وما ادخرت الآباء للأبناء ولا أبقت الموتى للأحياء افضل من اصطناع المعروف عند ذوي الاحساب. وقيل لمعاوية: أي الناس احب إليك؟ فقال: من كانت له عندي يد صالحة. وقيل: إذا أقبلت عليك الدنيا فانفق منها فإنّها لا تفنى وإذا أدبرت عنك فأنفق منها فإنّها لا تبقى. واخذ هذا المعنى الشاعر فقال:

ولا تبخلن بدنيا وهي مقبلة ... فليس ينقصها التبذير والسرف

فإنَ تولت فأحرى أن تجود بها ... والحد منها إذا ما أدبرت خلف

وقال الآخر:

إذا جادت الدنيا عليك فجد بها ... على الناس طرا قبل أن تنقلت

فلا الجود يقنيها إذا هي أقبلت ... ولا البخل يبقيها إذا هي ولت

قوله: فكن البيت مثله قول الآخر:

لولا توقع معتر فأرضيه ... ما كنت أوثر أترابا على تربي

وقال الآخر:

لولا شماتة أعداء ذوي حسد ... وأن أنال بنفع من يرجيني

لمّا خطبته إلى الدنيا مطايبها ... ولا بذلت لها عرضي ولا ديني

<<  <  ج: ص:  >  >>