للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دونه سراب أو عذاب؛ وفي ذلك قال الإمام المقدسي، مضمنا للبيت المذكور:

أباحت دمي إذ باح قلبي بحبها ... وحل لها في حكمها ما استحلت

وما كنت ممن يظهر السر إنّما ... عروس هواها في ضميري تجلت

فشاهدتها فاستغرقتني فكرة ... أغيب بها عن كل كلي وجملتي

وحلت محل الكل مني بكلها ... فإياي إياها إذا ما تبدت

ونمت على سري فكانت هي التي ... عليها بها بين البرية نمت

إذا سألت من أنت؟ قلت أنا الذي ... بقائي إذا أفنيت قيل هويتي

أنا الحق في عشقي كما أن سيهي ... هو الحق في حسني لغير معية

فإن أك في سكري فإنني ... حكمت بتمزيق الفؤاد المفتت

ولا غرو إنَّ أصليت نار تحرقي ... ونار الهوى للعاشقين أعدت

ومن عجبي أنَّ الذين أحبهم ... وقد أعلقوا أيدي الهوى بأعنة

سقوني وقالوا لا تغن، ولو سقوا ... جبال حنين ما سقوني، لغنت

وقال الأخر:

لقد بخلت حتى لو إني سألتها ... قذى العين من ضاحي التراب لضنت

فإنَ بخلت فالبخل منها سجية ... وإنَّ بذلت أعطت قليلا وأكدت

وسيأتي في هذا المعنى ما فيه كفاية، إن شاء الله تعالى.

وقال أعرابي:

شر قرين للكبير بعلته ... تولغ كلبا سؤره أو تكفته

البعلة: الزوجة، والرجل بعل. والمعنى أن الرجل إذا كبر تقذرته امرأته: فلا تشرب فضلة شرابه، بل تسقيه كلبا أو تكفته على الأرض.

وقال الأخر:

أقول إذ حوقلت أو دنوت، ... وبعض حيقال الرجال الموت:

مالي إذا أنزعتها صأيت ... أكبر غيري أم بيت؟

والبيت: الزوجة أيضاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>