للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أريد الثواء عندها وظنها ... إذا ما أطلنا عندها المكث ملت

ومنها.

وإني وتهيامي بعزة بعدما ... تخليت مما بيننا وتخلت

لك المرتجي ظل الغمامة كلما ... تبوا منها للمقيل اضمحلت

كأني وإياها سحابه ممحل ... رجاها فلما جاوزته استهلت

وذكر أبو علي البغدادي إنّه قيل لكثير: من أشعر؟ أنت أم جميل؟ قال: أنا. فقيل له: كيف، وأنت راويته؟ فقال جميل الذي يقول:

رمى الله في عيني بثينة بالقذا ... وفي الغر من أنيابها بالقوادح!

وأنا أقول: هنيئا مريئا غير داءٍ مخامر، الخ.

قلت: وقد وقع له بعد هذا البيت نحو ما لجميل، حيث قال:

فإن تكن العتبي فأهلا ومرحبا ... وحقت لها التعبسي لدينا وقلت

وإنَّ تكن الأخرى فإن وراءنا ... منادح لو سارت بها العيس كلت

فقوله: وراءنا مناديح أضر على قلب عزة من القذى في العين، غير إنّه قال أيضاً:

أسيئي بنا أو احسني لا ملومة ... لدينا ولا ملقية إنَّ تقلت

وقال الأخر:

سقوني وقالوا لا تغن، ولو سقوا ... جبال حنين ما سقوني لغنت

ذكروا أنَّ فتى أتي به بعض الخلفاء ثملا، فسأله. فأنشد ذلك، وقال آخرون: أتي بفتى من قريش إلى عبد الملك بن مروان، فقال له: أين شربت؟ فقال:

شربت مع الجوزاء كأسا روية ... وأخرى مع الشعري إذا ما استقلت

معتقة كانت قريش تعافها ... فلما استحلت قتل عثمان حلت

فاستظرفه وأمر بإطلاقه، وأعطاه عشره آلاف درهم. والسادات الصوفية، أسبل الله رضوانه عليهم، وحشرنا إليهم، يتمثلون بالبيت السابق في شرابهم المستطاب، الذي كل شراب

<<  <  ج: ص:  >  >>