للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكنى أبا الفضل وهو يعشق ... نفس الفضل، والمرء لابنه عاشق

وأين هذا من أبن الرومي، حيث يقول في هجو أبيه، وبئس ما قال!:

لو كان مثلك في زمان محمّدً ... ما جاء في القرآن بر الوالد!

وأبن عنين في قوله:

وجبتني أن أفعل الخير والد ... قليل إذا عد أهل المناسب!

بعيد من الحسنى قريب من الخنا ... وضيع مساعي الخير جم المثالب

إذا رمت أنَّ أسمو صعوداً إلى العلا ... غدا عرقه نحو الدنية جاذبي

ومثل هذا البيت قول الآخر في خالد بن عبد الله القسري، أو في غيره:

إذا نبهته نخوة عربية ... إلى المجد قالت إرمنيته نم

وممن هجا والده أبن بسام، حتى قال: فيه بعض الشعراء:

من شاء يهجو عليا ... فشعره قد كفاه

لو إنّه لأبيه ... ما كان يهجو أباه

وقال الأخر:

لا تخف للخطوب في كل وقتٍ ... لا ولا تخشاها وإنَّ هي جلت!

فحقيق دوامها ليس يبقى ... كثرت في الزمان أو هي قلت

واردع للهموم صبرا جميلاً ... فالرزايا إذا توالت تولت

وقال الأخر في هذا المعنى:

اصبر إذا نائبه حلت ... فهي سواء والتي ولت

واستنهض العزم فليس الظبا ... تربي وتفري كالتي كلت

وفي هذا المعنى شعر كثير تقدم بعضه، وسيأتي في محل أخر، إن شاء الله تعالى.

وقال الأخر:

القبر أخفى سترة للبنات ... ودفنها يروى من المكرمات

أما رأيت الله جل اسمه ... قد وضع النعش بجنب البنات؟

وسيأتي هذا المعنى مستوفي، إن شاء الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>