للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووصف أخر ثقيلاً فقال: هو بين الجفن والعين قذاة، وبين القدم والنعل حصاة. ما أشبه طلعته إلاّ بغداة الفراق أو كتاب طلاق أو طلعة الرقيب أو موت الحبيب!

مشتمل بالبغض لا تنثني ... إليه طوعا لحظة الرامق

يظل في مجلسنا مبرما ... أثقل من واشٍ علىالعاشق

وذكر عند العباس بن الحسن العلوي ثقيل يقال له أبو عمار، فقال: ما الحمام على الأصرار، وحول الدين على الأقدار، وشدة السقم في الأسفار، بأثقل على النفس من طلعة أبي عمار. وانشد:

تحمل منه الأرض أضعاف ما ... يحمله الحوت من الأرض

وقال الأخر:

إلمام كل ثقيل قد أضر بنا ... نروم نقصهم والشيء يزداد

ومن يخف علينا لا يلم بنا ... وللثقيل مع الساعات تزداد

وقال الأخر:

وثقيل أشد من ثقل الموت ... ومن شدة العذاب الأليم

ولو عصت ربها الجحيم لمّا كان ... سواه عقوبة للجحيم

وقال جحظة البرمكي في صفة ثقيل:

يا لفظة النعي بموت الخليل ... يا وقفة التوديع بين الحمول

يا شربة اليارج يا أجرة المنزل ... يا وجه العدو الثقيل

يا طلعة النعش ويا منزلا ... أقفر من بعد الأنيس الحلول

يا نهضة المحبوب من غضبةٍ ... يا نعمة قد آذنت بالرحيل

ويا كتابا جاء من مخلف ... للوعد مملوء بعذر طويل

يا بكرة الثكلى إلى حفرة ... مستودع فيها عزيز الثكول

يا وثبة الحافظ مستعجلا ... بصرفه القينات عند الأصيل

<<  <  ج: ص:  >  >>