للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا خفت الأباق على عبدي ... ولا خفت الهلاك على دوابي

وفي ذا راحة وفراغ بال ... فدأب الدهر ذا أبداً ودابي

وقول الآخر:

قد أراح الله من هم ... طويل وعذاب

فاسترحنا من عيال ... وعبيد ودواب

وغدو ورواح ... وهجاء وعتاب

وقول الآخر:

كسدت شواشينا وقل معاشنا ... فسعودنا مقرونة بنحوس

فكأنما قطعت رؤوس الناس أو ... خلقوا لشقوتنا بغير رؤوس

وقول الآخر:

أنا في حال تعالى الله ... ربي أي حال:

ليس لي شيء إذا قيل ... لمن ذا قلت: ذالي

فأرضي الله فرشي ... والسماوات ظلالي

ولقد اهزلت حتى ... محت الشمس خيالي

ولقد أفلست حتى ... حل أكلي بعيالي

من رأى شيئاً محالا ... فأنا نفس المحال

لو بقي في الناس حر ... لم اكن في مثل حالي

وقول الآخر:

ليس إغلاقي لبابي إنَّ لي ... فيه ما أخشى عليه السرقا

إنّما أغلقه كي لا يرى ... سوء حالي من يمر الطرقا

منزل أوطنه الفقر فلو ... يدخل السارق فيه سرقا

وقيل لبعض أجلاف المشايم: كيف المعاش؟ فقال: يوما يرزق ويوما لا يرزق. وليته هو مضروب ألف سوط وإنَّ الله لم يخلقه وقيل له: فلعل الله قد ذخر لك بهذا أجرا في الآخرة. فقال: أيهما اكرم على الله الدنيا أم الآخرة؟ فقيل له: الآخرة. فقال: هو لم يعطني الهينة عليه فيعطيني تلك الكريمة عليه!

<<  <  ج: ص:  >  >>