للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويشبه قول الخوارزمي:

لا تمدحن أبن عباد وإن هطلت ... كفاه بالجود حتى أخجل الديما!

فإنها خطراتٌ من وساوسه ... يعطي ويمنع لا بخلا ولا كرما

وكتب البيتين فوضعهما حيث يجلس الصاحب ثم ارتحل من وقته. فلما وقف الصاحب عليهما فال:

أقول لركبٍ من خراسان أقبلوا ... أمات خوارزميكم؟ قيل لي نعم!

فقلت: اكتبوا بالجص من فوق قبره: ... إلاّ لعن الرحمن من يكفر النعم!

ومثل ما تقدم قول الآخر:

من يصحب الدهر لا يعدم تقلبه ... والشوك ينبت فيه الورد والآسُ

تمر حينا وتحلو لي حوادثه ... فقلما جرحت إلاّ انثنت تأسو

وقول الآخر:

لا تجزعن لعسرةٍ من بعدها ... يسران وعد ليس فيه خلافُ!

كم عسرة ضاق الفتى لنزولها ... لله في أعطافها ألطف!

وقول الآخر:

تصبر للعواقب واحتسبها ... فأنت من العواقب قافي اثنتينِ

تريحك بالمنى أو بالمنايا ... فإنَ الموت إحدى الراحتين!

وقول الأبيوردي:

تنكر لي دهري ولم يدر إنني ... أعز وأنَّ الحادثات تهونُ

فبات يريني الخطب كيف اعتداؤه ... وبت أريه الصبر كيف يكونُ

وقولنا من قصيدة:

فإذا عرتك الحادثات فثق ... بمليكها ذي الخلق والأمرِ

واصبر لروح الله مرتجيا ... فلتحمدن عواقب الصبرِ

إنَّ اصطبار المرء مفتتحٌ ... متغلق البأساء والعسرُ

ومنفس عنه الكروب إذا ... ضاقت بهن جوانح الصدرِ

كم من حزين بات مكتئباً ... متعسر الأحشاء ذا زفرِ

<<  <  ج: ص:  >  >>