للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقاسطي الذي ذكره هو أحد القارضين الهالكين، وسيأتي فيهما المثل؛ والبرجمي هو وافد البراجم المتقدم؛ وقوله: للمرء ذي العقل والمعرفة. وقال الحماسي أشجع السلمي:

مضى أبن سعيد حين لم يبق مشرق ... ولا مغرب إلاّ له فيه مادح

وما كنت أدري ما فواضل كفه ... على الناس حتى غيبته الصفائح

فاصبح في لحد من الأرض ميتا ... وكان به حيا تضيق الصحاصح

فما أنا من رزء، وإنَّ جل، جازع ... ولا بسرور بعد موتك فارح

كأن لم يمت حي سواك ولم تقم ... على أحد إلاّ عليك النوائح!

وقال أبن المعتز:

كما يخلق الثوب الجديد ابتذاله ... كذا يخلق المرء العيون الطوامح

ومن هذا قولهم: طول المجالسة يخلق: وقد قال أزدشير لأبنه: لا تمكن الناس من نفسك: فإن أجرا الناس على الأسود أكثرهم لها معاينة! وقال أبو بكر بن النطاحي في المدح:

يتلقى الندى بوجه حيي ... وصدور القنى يوجه وقاح

هكذا هكذا، المعالي: ... طرق الجد غير طرق المازح!

والبيت الثاني ذهب مثلا سائرا. وقال مجد الدين الاربلي:

طرفي وقلبي: ذا يسيل دما، وذا ... بين الورى أنت العليم بقرحه

وهما بحبك شاهدان وإنّما ... تعديل كل منهما في جرحه

ونحو هذا من التوجيه قول الآخر:

زرت الإمام الشافعي ولم أكن ... يوما زيارة قبره بالتارك

فوجدت مولاي الحبيب يزوره ... فظفرت عند الشافعي بمالك

وقول الآخر:

وعاطيته علم البديع وخده ... يعلمني تلوينه علم جابر

وصفحت من شوقي مدونة الرضى ... لثغر فأفتاني بنص الجواهر

وقول الآخر:

لا غزو إنَّ يصلي الفؤاد ببعدكم ... نارا تؤججها يد التذكار:

<<  <  ج: ص:  >  >>