للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلبي إذا غبتم يصور شخصكم ... فيه وكل مصور في النار!

وقال الآخر في هذا المعنى:

إلاّ إنَّ حالي في هواك خفيفة ... ولكن لعيني بالصبابة تبريح

عجبت لدمع لا يزال مرويا ... فيقبل في آثاره وهو مطروح

وأعجب من ذا أن خدي شاهد ... يصادق في أقواله وهو مجروح

وقال أيضاً:

ومحكم اللحطات في مهج الورى ... تحكيم نار هواه بين جوانحي

جريح الفؤاد فطار من ولع به ... فكيف الخلاص لطائر من جارح؟

ومثله أيضا قوله:

أحادثه بالفكر فهو منادمي ... على الدهر لا أبغي عليه بديلا

تملك قلبي فهو رهن اعتقاله ... فمن شاء يبصر مالكا وعقيلا

وتقدم لنا هذا المعنى في حرف الثاء، مستوفى، وسنعيد منه كثيرا.

وقال القاضي أبو الفضل عايض رحمه الله:

انظر إلى الزرع وخاماته ... تحكي وقد ماست أمام الرياح

كتبة خضراء مهزومة ... شقائق النعمان فيها جراح

ومثله قوا الآخر:

فتح الشقائق جرحها ومغنمها ... وشيء الربيع، وقلاها من الثمر

لأجل هذا إذا هبت طلائعه ... تدرع النهر واهتزت قنا الشجر

ونحو هذا من حسن التعليل في هذا المعنى قولي:

إنَّ بين الغمام والزهر الغض ... لرحما قديمة وإخاء

بان إلف عن إلفه فتوارى ... في الثرى ذا وذاك حل السماء

فإذا ما لغمام زارت جانبا ... أذنت فيه بالحبيب اللقاء

ذكرت عهده القديم فحنت ... عند لقياه فاستهلت بكاء

فترى الزهر بارزا من خباياه ... يحيى الوفود والأصدقاء

بادي البشر والبشاشة جذلا ... ن لبوسا من كل لون رداء

ثملا من شموس شمس الضحى ... وهو على بسط سندس خضراء

<<  <  ج: ص:  >  >>