راقصات والصبا تهنيه والو ... رق غواني القيان تشدو غناء
وما رأيت أحدا ولا أظنه سيبقي إلى هذا المعنى، ولا تصريحا ولا تلويحا.
وقال الحسن بن هانئ:
مازلت أشرب روح الزق في لطفٍ ... وأستميح دما من غير مجروح
حتى أغديت ولي روحان في جسدي ... والزق مطرح جسم بلا روح
وقال أيضاً في هذا المعنى:
أذكى السراج وساقي القوم يمزجها ... فلاح في البيت كالمصباح مصباح
كدنا على علمنا للشك نسأله: ... أراحنا نارنا أم نارنا الراح؟
وسيأتي هذا المعنى مستوف في بعد. وقال أبن الخياط في صفحة الحساب:
أخفى مسالكها الظلام فأوقدت من برقها كي تهدي مصباحا
وكان صوت الرعد خلف سحابها ... حادٍ إذا ونت الركائب صاحا
وتقدم هذا المعنى في حرف الهمزة. وقال عبد الله بن المعتز:
كأن سماءنا لمّا تجلت ... خلال نجومها عند الصباح
رياض بنفسج خضل ثراه ... تفتح بينه نور الأقاح
وقال أبن الزقاق:
فبت وقد زارت بأنعم ليلة ... تعانقني حتى الصباح صباح
على عاتقي من ساعديها حمائل ... وفي خصرها من ساعدي وشاح
وقال إدريس بن اليماني:
ثقلت زجاجات أتتنا فرغا ... حتى إذا ملئت بصرف الراح
حفت فكادت أن تطير بما حوت ... وكذا الجسوم تخف بالأرواح
وقال الآخر في وصف الروض:
ورياض من الشقائق أضحت ... تتهادى بها نسيم الرياح
زرتها والغمام يجلد منها ... زهرات تفوق لون الراح
قلت: ما ذنبها؟ فقال مجيبا: ... سرقت حمرة الخدود الملاح!
وقال الآخر في زورق:
لو أبصرت عيناك زورق فتيةٍ ... بيدي لهم لمح السرور مراحة