للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مورده حلو لسؤاله ... وماله ما سألوه مطاح

ما اسمع للآمل ؤداً ولا ما طله والمطل لؤم صراح

ولا أطاع اللهو لمّا دعا ... ولا كسا راحا له كأس راح

سوده إصلاحه سرة ... وردعه أهواءه والطماح

وحصل المدح له علمه ... ما مهر الحور مهور الملاح

وقال عوف بن محلم:

ألا يا حمام الأيك إلفك حاضرٌ ... وغصنك ميادٌ ففيم تنوحُ؟

أفق لا تنح من غير شيء فإنني ... بكيت زمانا والفؤاد صحيحُ

ولوعاً فشطت غربة دار زينب ... فها أنا أبكي والفؤاد جريحُ

وزعموا إنّه خرج مع عبد الله بن طاهر في بعض غزواته فسمع عبد الله يوما وهما يتسايران صوت حمامة فأنشد أبيات عوف ثم التفت إلى عوف وقال له: هل حضرك شيء في هذا المعنى وهذه القافية؟ فقال عوف:

أفي كل عامٍ غربةٌ ونزوح؟ ... أما للنوى من ونيةٍ فتروحُ؟

لقد ظلم البين القذوف ركائبي: ... فهل أرين البين وهو طليحُ؟

وأرقني بالري نوح حمامةٍ ... فنحت وذو الشوق الغريب ينوحُ

على أنها ناحت ولم تدر عبرةً ... ونحت وأسراب الدموع سفوحُ

وناحت جود عبد الله أن يعكس النوى ... فتلقى عصا التسيار وهي طريحُ

فإنَّ الغنى يدني الفتى من صديقه ... وعدم الغنى بالقترين نزوحُ

فرق له عبد الله وصرفه إلى أهله بعطاء جزيل وقال: يصلك عطاؤك كل سنة لموضعك.

وللشعراء قديما وحديثا الإكثار من ذكر الحمام والفواخت والورشان في أشعارهم واستحسان أصواتها. فمن مستحسن ما للأولين في ذلك قول الشاعر:

سيغنيك عن مزمار آل مخارق ... وبربطهم تغريد تلك الحمائمِ

بأيكة ناظر تجاوبن بالضحى ... على شاهقات آفلاتٍ نواعمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>