للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول الآخر:

أحن إلى حوائط ذات عرقٍ ... لتغريد الفواخت والحمامِ

ألم بها بكل فتى كريمٍ ... من الفتيان مخلوع الزمامِ

إذا غنت على الأغصان ورقٌ ... أجبناها بإعمال المدامِ

وقول أبي صخر:

ولمّا دعت غورية الأيك سجعت ... فسجع دموعي يستهل ويستشري

يذكرني شجي دعاء حمامةٍ ... ويبعث لوعات الصبابة في صدري

بكت حزناً رزء الهديل وشفني ... فراق حبيب ضاق عن فقده صبري

وقول الآخر:

أيها البلبل المغرد في النخ ... ليس غريبا من أهله حيرانا

أفراقا تشكوه أم ظلت تعو ... فوق أفنان نخلك الورشانا؟

هاج لي شجوك المغرد شجواً ... رب صوتٍ يهيج الأحزانا

وقول حميد بن ثور:

وما هاج هذا الصوت إلاّ حمامةٌ ... دعت ساق حر ترحةً وترنما

محلاة طوقٍ لم يكن بتميمةٍ ... ولا ضرب صواغٍ بكفيه درهما

تغنت على غصنٍ عشاءً فلم تدع ... لنائحةٍ في نوحها متلوما

إذا حركته الريح أو مال ميلةً ... تغنت عليه مائلاً ومقوما

عجبت لها أنى يكون غناؤها ... فصيحا ولم تفغر بمنطقها فما

فلم أر مثلي شاقه صوت مثلها ... ولا عربياً شاقه صوت أعجما!

وقول الآخر:

ومن بستان إبراهيم حنت ... حمائم بينها فننٌ رطيبُ

وقول عدي بن الرقاع:

ومما شجاني أنني كنت نائماً ... أعلل من برد الكرى بالتنسمِ

إلى أن دعوت ورقاء في غصن أيكةٍ ... تردد مبكاها بحسن الترنمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>