للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو عيسى بن لبون في النسيب:

سقى أرضا نووها كل مزن ... وسايرهم سرور وارتياح

فما ألوى بهم ملل ولكن ... صروف الدهر والقدر المتاح

سأبكي بعدهم حزنا عليهم ... بدمع في أعنته جماح

وقال أيضاً:

يا رب ليل شربنا فيه صافية ... حمراء في لونها تنفي التباريحا

ترى الفراش على الأكواس ساقطة ... كأنها أبصرت منها مصابيحا

وقال أبو محمّد بن عبدون:

سقاها الحيا من مغان فساح ... فكم لي بها من معان فصاح؟

وحلى أكاليل تلك الربى ... ووشى معاطف تلك البطاح

فما أنس لا أنس عهدي بها ... وجري فيها ذيول المراح

ونومي على حبرات الرياض ... يجاذب بردي مر الرياح

ولم أعط أمرا النهى طاعة ... ولم أصغ سمعا إلى لحي لاح

وليل كراجعة طرف المريب ... لم أدرله شفقا من صباح

وقلت أنا:

أم والمهيمن إنني من بعدكم ... لكطائر قد قُدَّ منه جناح

أوديتم بمحبكم من بعدكم ... أو ليس على المضر جناح؟

قد كان فيهم أعصرا بوصالهم ... قد طبن روح للنفوس وراح

فكأنني صبرا سقيت فكيف لي ... صبر وقد زموا المطي وراحوا؟

وقلت أيضاً:

نقل النسيم عن الأراك محدثا ... عن ثغر سلمى الأشنب الوضاح

وحديثه المروي إنَّ رضابه ... عسل ومسك شوبا بالراح

صدقا أحاديث الصحيح قد اعتلت ... عن ريبة تعزى لها من لاح

وقال بعض السادات الصوفية رضي الله عنهم:

قد كنت أحسب إنَّ وصلك يشترى ... بنفائس الأموال والأرواح

حتى رأيتك تجتبي وتخص من ... تختاره بنفائس الأرباح

<<  <  ج: ص:  >  >>