للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله أيضاً:

أعني على التهمام والذكرات ... يبتن على ذي الهم معتكرات

بليل التمام أو وصلن بمثله ... مقياسة أيامها نكرات

وهو أوّل من أبدع في هذا الباب فيما علمنا. وقول النابغة:

فبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرقش في أنيابها السم ناقع

يسهد من ليل التمام سليمها ... لحلي النساء في يديه قعاقع

تناذرها الراقون من سوء سمها ... تطلقه طورا وطورا تراجع

وقوله أيضاً:

كليني لهم يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطيء الكواكب

تطاول حتى قلت ليس بمنص ... وليس الذي يرعى النجوم بآءب

وصدر أراح الليل عازب همه ... تضاعف في الحزن من كل جانب

وقوله أيضاً:

كتمتك ليلا بالجمومين ساهرا ... وهمين هما مستكنا وظاهرا

أحاديث نفس تشتكي ما يربها ... وورد هموم لن يجدن مصادرا

وقوله أيضاً:

أتاني أبيت اللعن أنك لمتني ... وتلك التي أهتم منها وأنصب

فبت كأن العائدات فرشنني ... هراسا به يعلى فراشي ويقشب

وقول جندح:

في ليل صول تناهى العرض والطول ... كأنما ليله بالليل موصل

لا فارق الصبح كفي إن ظفرت به ... وإن بدت غرة منه وتحجيل

لساهر طال في صول تململه ... كأنه حية بالسوط مفتول

حتى أرى الصبح قد لاحت مخائله ... والليل قد مزقت عنه السراويل

ليل تحير ما ينطح في جهة ... كأنه فوق متن الأرض مشكول

نجومه ركد ليست بزائلة ... كأنما هن في الجو القناديل

ما أقدر الله أن يدنى على شحط ... من داره الحزن ممن داره صول

الله يطوي بساط الأرض بينهما ... حتى يرى الربع منه وهو مأهول

<<  <  ج: ص:  >  >>