وقول أبن الصمد بن المعذل:
أقول وجنح الدجى ملبد ... ولليل في كل فج يدُ
ونحن ضجيعان في مسجدٍ ... فلله ما ضمنا المسجدُ:
قيا ليلة الوصل لا تبعدي ... كما ليلة الهجر لا تنفدُ
ويا غد إن كنت لي راحما ... فلا تدن من ليلتي يا غدُ!
وقول الآخر:
شباب المرء ثوبٌ مستعار ... وأيام الصبا أبداً قصارُ
ولأجل الاعتبالرين كان قول الأعرابي:
تطاول بالفسطاط ليلي ولم يكن ... بأرض الغضا ليلي علي يطولُ
وقول أبي الوليد بن زيدون:
أجل إنَّ ليلي فوق شاطئ بيطة ... لأقصر من ليلي بآنة فالبطحا
وقول عمر بن أبي ربيعة:
فيالك من ليلٍ تقاصر طوله ... وما كان ليلي قبل ذلك يقصرُ
ومن الثاني أيضاً قال الآخر:
لله أيام الشباب وعصره ... لو يستعار جديده فيعارُ
ما كان أقصر ليله ونهاره ... وكذاك أيام السرور قصارُ!
وقول أبي بكر بن دريد:
يا رب يومٍ جمعت قطريه لي ... بنت ثمانين عروساً تجتلى
وقد شرح الاعتبارين الوليد بن يزيد في قوله:
لا أسأل الله تغييراً لمّا فعلت ... نامت وقد أسهرت عيني عيناها
فالليل أطول شيء حين أفقدها ... والليل أقصر شيء حين ألقاها
والآخر في قوله:
أخو الهوى يستطيل الليل من أرقٍ ... والليل في طوله جارٍ على قدر
ليل الهوى سنةٌ في الهجر مدته ... لكنه سِنةٌ في الوصل من قصر
والآخر في قوله:
ليلي وليلى سواءٌ في اختلافهما ... قد صيراني جميعاً في الهوى مثلا