للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الآخر:

سل المفتي المكي هل في تزاور ... وضمة مشتاق الفؤاء جناحُ

فقال: معاذ الله أن يذهب التقى ... تلاصق أكباد بهن جراحُ

والمعنى هنا بالمفتي هو عطاء بن أبي رباح الإمام الفقيه المشهور أحد الكبراء من التابعين. وكان بمكة مفتيا.

قال شمس الدين بن خلكان في تأريخه: لمّا بلغه هذان البيتان قال: والله ما قلت شيئا من هذا! وقال فخر الدين التكريتي:

وما ذات طوق في فروع أراكةٍ ... لها رنةٌ تحت الدجى وصدوحُ

ترامت بها أيدي النوى وتمكنت ... لها فرقةٌ من أهلها ونزوحُ

فحلت بزوراء العراق وزغبها ... بعسفان ثار منهم وطليحُ

تحن إليهم كلما ذر شارقٌ ... وتسجع في جنح الدجا وتنوحُ

إذا ذكرتهم هيجت ذا بلابل ... وكادت بمكتوم الغرام تبوحُ

بأبرح من وجدي بذكراكم متى ... تألق برقٌ أو تنسم ريحُ

وقال أبن الزيات:

سماعاً يا عباد الله مني ... وكفوا عن ملاحظة الملاحِ

فإنَّ الحب آخره المنايا ... وآخره يهيج بالمزاحِ

وقالوا: دع مراقبة الثريا ... ونم فالليل مسود الجناحِ

فقلت: وهل أفاق القلب حتى ... أفرق بين ليلي والصباحِ؟

وقال مؤيد الدين الموصلي:

يا قالة الشعر قد نصحت لكم ... ولست أدهى إلاّ من النصحِ

فقد ذهب الدهر بالكرام وفي ... ذاك أمورٌ طويلة الشرحِ

وأنتم تمدحون بالحسن والظرف ... وجوها في غاية القبحِ

وتطلبون السماح من رجلٍ ... قد طبعت نفسه على الشحِّ

<<  <  ج: ص:  >  >>