للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدعه ولا تنفس عليه الذي ارتأى ... ولو جر أسباب الحياة له الهرُ

وقال الآخر:

وقولوا: في الهجاء عليك إثمٌ ... وليس الإثم إلاّ في المديح

لأني إن مدحت كذباً ... وأهجو حين أهجو بالصحيحِ

وقال الآخر:

قالوا: تعشقها عمياء قلت لهم: ... ما شأنها ذاك في عيني ولا قدحا

بل زاد وجدي فيها أنها أبداً ... لا تعرف الشيب في فودي إذا وضحا

إن يجرح السيف مسلولا فلا عجبٌ ... وإنّما العجب سيفٌ مغمدٌ جرحا

كأنما هي بستان خلوت به ... ونام حارسه سكران قد طفحا

تفتح الورد فيه من كمائمه ... والنرجس الغض فيه بعد ما انفتحا

ومثله قول أبن سناء الملك:

فتنتني مكفوفةٌ ناظرها ... كتبا لي من الجراح أمانا

فهي لم تسلل الجفون حساماً ... لا ولم تحمل الفتور سنانا

وهي بكر العينين محصنة الأجفان ... ما افتض ميلها الأجفانا

قصرت عشقها علي فلم تع ... شق فلاناً إذ لم تعلين فلانا

عميت من الهوى وأرتحل الانسا ... ن من عينها وأخلى المكانا

علمت غيرتي عليها فخافت ... أن تسمي غيري لها إنسانا

وقال أبن قاضي ميلة:

وكيف لا تدركه نشوةٌ ... واللحظ راح وجنى الريق راح؟

لو لم تكن ريقه خمرةً ... لمّا تثنى عطفه وهو صاح

وقال أبن نباتة السعدي:

وغانية هذه الدنيا فسادٌ ... فكيف نكون منها في صلاحِ؟

هي الخرقاء تنقص بعد نسجٍ ... فما فيها لحيي من فلاحِ

وسيأتي هذا المعنى مستوفي في الحكم إن شاء الله تعالى.

وقال الآخر وكان أبو بكر بن دريد يتمثل به كثيرا أو هو قائله:

فواحزناً إنَّ الحياة لذيذةٌ ... ولا عملٌ يرضي به الله صالحُ

<<  <  ج: ص:  >  >>