" الرياء ". يقول عز وجل يوم القيامة إذا جازى العباد بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤونهم في الدنيا، فانظروا كيف تجدون عندهم الجزاء. وقوله صلى الله عليه وسلم: " من راأى، راأى الله به، ومن سمع، سمع الله به ". وقوله صلى الله عليه وسلم: " من أسر سريرة ألبسه الله رداءها، خيرا فخير وإنَّ شرا فشر. والآيات والأحاديث والآثار في ذم الرياء والتنفير عنه لا تحصى وهي مشهورة. وفي معنى ذلك قول الشاعر:
وإذا أظهرت شيئاً حسنا ... فليكن أحسن منه ما تسر
فمسر الخير موسم به ... ومسر الشر موسوم بشر
وقول الآخر في المتشابهين:
أهل الرياء لبستهم ناموسكم ... كالذئب يدلج في الظلام العاتم
فملكتم الدنيا بمذهب مالك ... وقستم الأموال بابن القاسم
وركبتم شهب البغال بأشهب ... وبأصبغ صبغت لكم في العالم
وقول الآخر:
قل للأمام سنا الأئمة مالكٍ ... نور العيون ونزهة الأسماع:
لله درك من همام ماجد ... قد كنت راعينا فنعم الراعي!
فمضيت محمود النقيبة طاهرا ... وتركتنا قنصا لشر سباع
أكلوا بك الدنيا وأنت بمعزلٍ ... طاوي الحشا متكفت الأضلاع
تشكوك دنيا لم تزل بك برة ... ماذا رفعت بها من الأوضاع
وقال محمود الوراق لابن أخته:
تصوف كي يقال له أمين ... وما معنى التصوف والأمانة؟
ولم يرد الإله به ولكن ... أراد به الطريق إلى الخيانة
وقول الآخر:
صلى وصام لأمر كان يطلبه ... ومذ حواه فما صلى ولا صاما!
وقول الآخر:
شمر ثيابك واستعد لقابل ... واحكك جبينك للقضاء بثوم