للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعليك بالغنوي فاجلس عنده ... حتى تصيب وديعة ليتيمِ!

وقول الآخر:

لا شيء أخسر صفقة من عالمٍ ... لعبت به الدنيا مع الجهالِ

فغدا يفرق دينه أيدي سبا ... ويديه حرصاً بجمع المالِ

لا خير في كسب الحرام وقلما ... يرجى الخلاص لكاسب الحلالِ

فخذ الكفاف ولا تكن ذا فضلةٍ ... فالفضل تسأل عنه أي سؤالِ!

وقول بعضهم وقد رأى ثم افتضح نعوذ بالله!:

بينا أنا في توبتي مفبلاً ... قد شبهوني بابن روادِ

وقد حملت العلم مستظهراً ... وحدوثوا عني بإسنادِ

الله تعالى خطر الشيطان بي جطوة ... نكست منها في أبي جادِ

وقال آخر يخاطب معزولا:

ولوك إذ علموا بجهلك منصباً ... علموا بأنك عن قليل تبرحُ

طبخوا بنار العزل قلبك بعد ذا ... وكذا القلوب على المناصب تطبخُ

وقال الآخر في حمام:

حمامكم قيمته أسود ... هربت منه وأنا صارخُ

قد سلخت جسمي أظافره ... يا قوم هذا الأسود السالخُ

وفي هذين الشعرين التورية وهي إن يذكر الشاعر لفظاله مهنيان: قريب وبعيد. ويريد البعيد نحو قوله تعالى: الرحمن على العرشِ استوى فإنَّ المراد أحد معنيي الاستواء وهو الاستيلاء قهرا وغلبة وهو المعنى الأبعد لأنّه مجاز وتسمى التورية إيهاما. فإن كان المعنيان مستويين سمي ذلك توجيها. وقد تقدم في ذلك جملة من الشعر في الأبواب السابقة ونحن نريد هنا من مستحسن ذلك قول بعضهم يهنيءبعيد النحو:

تهن بعيد النحو وابق ممتعاً ... بأمثاله سامي العلى نافذ الأمرِ!

تقلدنا فيه قلائد أنعمٍ ... واحسن ما تبدو القلائد في النحرِ

وقول الآخر:

بروحي أفدي خاله فوق خده ... وما أنا في الدنيا فأفديه بالمالِ

<<  <  ج: ص:  >  >>