للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في باب التورية أو التوجيه من غير تعبئة لنزول هذا الميدان، ومطاردة هؤلاء الفرسان. فمن ذلك قولي:

بنفسي من أضحى فؤادي طائرا ... على غصن من قده اللدن ميال

على روضة من خده الخال عارض ... وأبهج روض ما علا عارض الخال

وفيه التورية بالطائر من حيث إنّه اسم فاعل أو اسم ذي الجناح على التشبيه وحرف الجر بعده للتعليل على الأول والاستعلاء على الثاني، والتوريه بالخال من حيث إنّه النقطة أو الغيم المخيل بالمطر مع الجناس بين على وعلا والعكس.

وقولي:

مررت على بالٍ من الربع دارس ... بكل ربابٍ عارض اسحم خال

ففاضت شؤون الجفن من ذكر حيرتي ... وثار هواهم إذ مررت على البال

وفيه التورية بالخال من حيث إنّه وصف للدارس من الخلو أو وصف للرباب بمعنى المخيل كما مر. والتورية بالبال آخراً من حيث إنّه راجع إلى الربع من البلى أو إنّه الفكر والخاطر ومعمول مررت عليهن محذوف عي عليه.

وقولي:

وعاذل عن الهوى عادل ... يدعو لأمر في الهوى إمر

قال أسلهم واصبر فكم ذائق ... أمر في الهجر من الصبر

وزع عنان القلب عما جرى ... عليه من بلواء أو يجري

فأي عذر في اتباع الصبا؟ ... قلت له إنَّ الهوى عذري

وفيه التورية بالصبر من حيث إنّه معناه أو إنّه المر المعروف. وأصله صبر ثم خفف بالتسكين والتورية يجري من حيث إنّه من الجريان بقرينة العنان أو إنّه من الوقوع. والمعنى عليهما واضح. والتورية بالعذر من حيث إنّه الاعتذار أضيف إلى ياء المتكلم أونسوب إلى بني عذرة، وهو الهوى الشديد، والمعيان ظاهران وقولي:

قال العذول إذ بدا ... بعارض معذر:

الوجه الاعتزال عن ... هذا الوجيه الأشعر

فقلت: ذلك الوجه ... يبقى فيه فضل نظر

<<  <  ج: ص:  >  >>