للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو محمد اليزيدي:

عش بجد ولا يضرنك نوكٌ: ... إنما عيش من ترى بالجدودِ

رب ذي إربةٍ مقل من الما ... لِو ذي عنجهيةٍ مجدودِ

عش بجدٍّ وكن هبنقة القيس ... أو مثل شيبة بن الوليدِ

وسبب قوله ذلك أنه تناظر هو والكسائي في مجلس المهدي وكان شيبة بن الوليد حاضرا فتعصب للكسائي وتحامل على اليزيدي فهجاه بذلك والله اعلم. وقال السلامي يصف الدرع:

يا رب سابغة حبتني نعمةً ... كافأتها بالسوء غير منفندِ

أضحت تصون عن المنايا مهجتي ... وظللت أبذل لكل مهندِ

وقال الآخر:

أخٌلك ما مودته بمذقٍ ... إذا ما عاد فقر أخيك عادا

سألناه الجزل فما تلكى ... وأعطى فوق منيتنا وزادا

فعدنا ثم عدنا ثم عدنا ... فأعطى ثم عدت له فجادا

مرارا ما نعود إليه إلاّ ... تبسم ضاحكا وثنى الوسادا

وقال الآخر:

هجرتك لا قلي مني ولكن ... رأيت بقاء ودك في الصدودِ

كهجر الحائمات الورد لمّا ... رأت أنَّ المنية في الورود

تغيظ نفسها ظلماً وتخشى ... حماماً فهي تنظر من بعدِ

تصد بوجه ذي البغضاء عنه ... وترمقه بألحاظ الورودِ

وقال أبو نواس:

ليس من الله بمستنكرٍ ... أن يجمع العالم في واحدِ

وهذا المعنى سبق إليه جرير فقال:

إذا غضبت عليك بنو تميمٍ ... رأيت الناس كلهم غضابا

إلاّ إنَّ قول أبي نواس أشمل. ومن هذا المعنى قول السلامي:

فبشرت آمالي بملك هو الورى ... ودار هي الدنيا ويوم هو الدهرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>