للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخذه الأرجاني فقال:

قد زرته فرأيت الناس في رجل ... والدهر في ساعة والأرض في دار

ومنه أيضاً قول أبي الطيب:

هي الغرض الاقصى ورؤيتك المنى ... ومنزلك الدنيا وأنت الخلائق

وبيتا السلامي والارجاني أساس وأفخم مع انتقاض الزمن من بيت أبي الطيب إلاّ إنَّ قوله: وأنت الخلائق إن لم يقصره العرف ويقوم مقام قول أبي نواس في الشمول. وهذا المعنى موجود في بعض أبيات البوصيري في البردة في حق النبي صلى الله عليه وسلم. وقول الأفوه الأودي:

بني معاشر لم يبنوا لقومهم ... وإن بنى قومهم ما أفسدوا عادوا

لا يرشدون ولن يرعوا لمرشدهم ... فالجهل منهم معا والغي ميعاد

أضحوا كقيل بن عمرو في عشيرته ... إذ أهلكت بالذي قد قدمت عاد

ويروى: كانوا كمثل لقيم في عشيرته إذ أهلكت............. البيت.

أو بعده كقدار حين تابعه ... على الغواية أقوام فقد بادوا

والبيت لا يبنى إلاّ له عمد ... ولا عماد إذا لم ترس أوتاد

فإن تجمع أوتاد وأعمدة ... وسكان بلغوا الأمر الذي كادوا

وإن تجمع أقوام ذوو حسب ... اصطاد أمرهم بالرشد مصطاد

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ... ولا سراة إذا جالهم سادوا

ونظمه أبن شرف بقوله:

إذا تساوى الورى ضاعوا وحفظهم ... أن يجعلوا فاضلا منهم ومفضولا

تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت ... فإن تولت فبالأشرار تنقاد

ونظمه أبن شرف بقوله:

فإن هم سودوا جهالهم هلكوا ... هلك الدليل إذا ما ضل مدلولا

وقد علمت إنَّ ما يطابق آخر شطر البيت قبله:

إذا تولى سراة القوم أمرهم ... نما على ذاك أمر القوم فازدادوا

<<  <  ج: ص:  >  >>