للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا المرء أعراه الصديق بدا له ... بأرض الأعادي بعض ألوانه الربد

أعراه: انفرد به وأفضى به العراء. يقول: إذا أنفرد الرجل بمن يعتده صديقا وصار معه في بلاد العدو فاحتاج إلى نصرته ومشورته أنكشف له أمره وبان له حينئذ أنه عدو له أم صديق. والربد الغبر المظلمة. ضربه مثلا لمّا يخى من الصداقة والعداوة. وقال الحسن بن المطير:

كنت أذود العين أن ترد البكا ... فقد وردت ما كنت عنه أذودها

خليلي ما بالعيش عتب لو أننا ... وجدنا لأيام الحمى من يعيدها

وقال الآخر:

هل الحب إلاّ زفرة بعد زفرة ... وحر على الأحشاء ليس له برد؟

غيره:

وما كل ما في النفس للناس مظهر ... ولا كل مالا تستطيع تذود

وقال آخر من الحارث بن كعب:

منى إن تكن حقا تكن أحسن المنى ... وإلاّ فقد عشنا بها زمنا رغدا

وقال حطائط أخو الأسود بن يعفر:

أريني جوادا مات هزلا لعلني ... أرى ما ترين أو بخيلا مخلدا

وقال يزيد الحارثي:

وإذا الفتى لاقى الحمام رأيته ... لولا الثناء كأنه لم يولد

وقال آخر وتروى لقيس بن عاصم رضي الله عنه:

أيا ابنة عبد الله وابنة مالك ... ويا ابنة ذي البردين والفرس الورد

إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له ... أكيلا فإني لست آكله وحدي

أخا طارقا أو جار بيت فإنني ... أخاف مذمات الأحاديث من بعدي

وكيف يسيغ المرء زادا وجاره ... خفيف المعي بادي الخصاصة والجهد؟

وللموت خير من زيارة باخل ... يلاحظ أطراف الأكيل على عمد

وإني بعد الضيف ما دمت ثاويا ... وما في إلاّ تلك من شيمة العبد

وقال الآخر:

ونبئت ركبان الطريق تناذروا ... عقيلا إذا حلوا الذناب فصر خدا

<<  <  ج: ص:  >  >>